Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

من السجون إلى السلطة.. ميليشيا الدفاع الوطني في ديرالزور

خاص - SY24

منذ انطلاق الثورة السورية المباركة في مارس \ آذار 2011، عمد النظام عبر أفرعه الأمنية على تجييش الشبيحة لقمع الشعب السوري، ومنحهم سلطة قوية على الأرض لممارسة أعمال القتل والسرقة بدون رادع أو محاسبة.

ففي مدينة ديرالزور، والتي تخضع الآن لسيطرة جيش النظام والميليشيات المحلية والإيرانية الموالية له، أطلقت حكومة النظام في المدينة سراح عدد كبير من المجرمين المحكومين من سجن المدينة المدني، مقابل قيامهم بالتطوع لصالح الميليشيات المحلية التي شكلها.

وبعد سيطرة فصائل المعارضة السورية على أغلب المناطق في محافظة ديرالزور، بادرت حكومة النظام والأجهزة الأمنية في المدينة، إلى تشكيل ما يعرف باسم ميليشيا “الدفاع الوطني”، وتم تعيين عدد من القادة المعروفين بين الأوساط المحلية بماضيهم وسمعتهم السيئة، والمحكومين لعشرات السنين في جرائم ارتكبوها قبل انطلاق الثورة السورية.

حيث استطاعت منصة SY24، الحصول على معلومات خاصة من أحد المصادر الموثوقة داخل المدينة، والتي أكدت أن أغلب الجرائم الجنائية المرتكبة في ديرالزور يقف خلفها “عناصر وقادة في ميليشيا الدفاع الوطني”.

وبحسب مصادرنا، فإن المدعو “ماهر النجم”، والملقب باسم “أبو عرب”، يعد أحد الأعمدة الأساسية التي تستند عليها ميليشيا الدفاع الوطني في ترويع الأهالي وابتزازهم”.

وأشارت المصادر إلى أن المدعو “ماهر النجم”، والمنحدر من حي الجبيلة في مدينة ديرالزور، كان متواجداً في الأحياء التي سيطرت عليها فصائل المعارضة السورية  منذ عام 2012، وتم طرده من الفصيل الذي انتسب إليه بسبب تهم تتعلق بـ “سرقة أثاث من منازل المدنيين الهاربين من قصف نظام الأسد”.

وكشفت المصادر، عن وجود علاقة قوية تربط ” أبو عرب” ببعض من قادة ميليشيا الدفاع الوطني مثل (فراس العراقية وحازم الرسلي وضياء العلي)، حيث قام الأخير بتسهيل عملية انخراطه (ماهر النجم) في صفوف الميليشيا.

وتمكن “ضياء العلي” من إدخال “أبو عرب” إلى الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام، وذلك إبان فترة الحصار التي فرضها تنظيم داعش على ديرالزور بين عامي  2014 و 2017.

ويشغل المدعو “ماهر النجم”، الملقب باسم “أبو عرب” في الوقت الحالي، منصب رئيس قسم الدوريات المشتركة في ميليشيا الدفاع الوطني في المدينة، والتي تضم بجانب عناصر الميليشيا، عدداً من عناصر الأفرع الأمنية، بالإضافة إلى عناصر من الشرطة العسكرية والشرطة المدنية.

وبحكم طبيعة عمله، فإن المدعو “النجم” استطاع، خلال فترة وجيزة، السيطرة على تجارة المخدرات في ديرالزور وتسويقها، بمساعدة عدد من عناصر الميليشيا، وبتوجيهات مباشرة من قائدها فراس الجهام (العراقية)، بالإضافة إلى قيامه بابتزاز الشباب المطلوبين لأداء الخدمة الإلزامية، وإجبارهم على دفع مبالغ مالية دورية له عن طريق “سماسرة محليين”، من أجل عدم ملاحقتهم من قبل الدوريات المشتركة.

في حين أشارت مصادرنا، إلى تورط القيادي في ميليشيا الدفاع الوطني “ماهر النجم” في عمليات سرقة وتعفيش منازل المدنيين في عدد من أحياء المدينة التي سيطر عليها نظام الأسد بعد انسحاب تنظيم داعش منها.

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر خاصة لمنصة SY24 قيام القيادي في ميليشيا الدفاع الوطني “ماهر النجم”، بدهس أحد الأطفال بسيارته في حي الجورة غربي دير الزور، مما أدى إلى مقتله.

وأفادت المصادر بأن “النجم دهس رجلاً كان يقود دراجة نارية برفقة طفله البالغ من العمر 5 سنوات، في الشارع العام وسط حي الجورة، حيث فارق الأخير الحياة جراء حدوث نزيف داخلي في الدماغ بسبب الكسور التي تعرض لها، كما أصيب والده بكسور وجروح عديدة.

وذكرت المصادر أن إحدى الدوريات من الشرطة المدنية وشرطة المرور التي كانت في المشفى التي نقل إليها الطفل ووالده، حيث حاولت احتجاز القيادي “ماهر النجم”، إلا أن عناصر مرافقته تجمعوا حوله رافضين اعتقاله لحين وصول قائد الميليشيا “فراس الجهام”.

وبعد وصول “العراقية” إلى المشفى تم إغلاق الضبط وتقييده “ضد مجهول” وإطلاق سراح “أبو عرب”، وذلك بعد قيام “العراقية” بدفع مبلغ مالي لوالد الطفل تحت التهديد.

وتشهد مدينة ديرالزور، التي يسيطر عليها النظام وحلفائه، ارتفاعاً ملحوظاً في حوادث القتل والسرقة، بالإضافة إلى انتهاكات يقف خلفها عناصر وقادة الميليشيات، مع عجز السلطة التنفيذية المتمثلة بـ “الشرطة المدنية” على اعتقالهم أو توجيه أي تهمة لهم.

والشهر الماضي، قام “فراس الجهام” بمحاصرة أحد المراكز الامتحانية في المدينة، وذلك عقب ضبط عنصر تابع لميليشيا الدفاع الوطني يقدم امتحان  الشهادة الثانوية بالنيابة عن قائد الميليشيا.

وفي وقت سابق من العام الجاري، قامت (منار الأسعد)، زوجة قائد ميليشيا الدفاع الوطني في ديرالزور فراس الجهام، وأثناء قيادتها لسيارتها برفقة عدد من عناصر المرافقة، بدهس أحد المدنيين في الشارع العام بحي الجورة، وبالرغم من ذلك تهجمت عليه بـ “ألفاظ نابية” قبل تدخل عناصر المرافقة وطرده من المنطقة تحت تهديد السلاح.