Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مهلة الـ 120 ساعة.. هل بدأت ميليشيا قسد بالانسحاب من شرقي الفرات؟

أحمد زكريا - SY24

بدأت الدبلوماسية التركية بتوجيه رسائل غير مباشرة لأمريكا الداعمة لميليشيات سوريا الديمقراطية، من أجل تذكيرها بالمهلة التي حددتها تركيا لانسحاب تلك الميليشيات من المنطقة الآمنة التي تنوي تركيا إكمالها على عمق 35 كم تقريبا شرقي الفرات.

ومع قرب انتهاء المهلة المحددة وهي 120 يوم أي 5 أيام بدأت مساء الخميس ومن المفترض أن تنتهي يوم الثلاثاء، لم يتم رصد أي انسحابات لميليشيا قسد من تلك المنطقة، ما يدل على عدم التزامها بالاتفاق التركي الأمريكي.

وصباح الأحد، وجه رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية ” فخر الدين ألتون”، رسالة عبر تغريدة نشرها على حسابه الرسمي في “تويتر” مفادها، أن “الوقت بدأ يمر وأن أمريكا ملزمة بسحب ميلشيات قسد مع أسلحتها الثقيلة من المنطقة، وأن تركيا ملتزمة بمهلة الـ 120 ساعة التي وضعتها، وأن ذلك هو خلاصة القول”.

وسبق تلك الرسالة من الرئاسة التركية، ما أعلنته وزارة الدفاع التركية، صباح الأحد، عن مقتل جندي تركي وإصابة آخر بنيران ميليشيا قسد في محيط مدينة تل أبيض، مؤكدة أنه منذ الاتفاق التركي الأمريكي بخصوص وقف إطلاق النار شرقي الفرات، تم تسجيل 20 خرقا من تلك الميليشيات.

وفي متابعة لمسألة انسحاب ميلشيات قسد من شرقي الفرات من عدمه، أكدت مصادر ميدانية مرافقة لقوات “نبع السلام” في تصريح خاص لـ “SY24″، أنه “حتى الآن لم يتم رصد أي عملية انسحاب لميلشيا قسد أو رصد تحركات لأرتالها من مناطق أخرى بهدف الانسحاب، وأنه لم تصل إلى الجيش الوطني أي تعاميم عسكرية بهذا الخصوص”.

وأكدت مصادر عسكرية أيضا، أن “المنطقة تعيش حالة من الهدوء الحذر والترقب مع قرب انتهاء المهلة التركية المحددة لمليشيا قسد للانسحاب، وأن العد التنازلي بدأ لذا فهم على أهبة الاستعداد لاستئناف العمليات العسكرية لتطهير المنطقة من الإرهاب”.

وبالانتقال للضفة المقابلة وتحديدا من مناطق سيطرة ميليشيا قسد، فقد ذكرت مصادر خاصة من تلك المنطقة ومطلعة على ما يجري في كواليس تلك الميليشيات، أنه “لا يوجد أي نية حتى اللحظة لدى ميليشيا قسد للانسحاب، بل على العكس هي مصممة على مواجهة قوات نبع السلام التي يقودها الجيش التركي بمساندة الجيش الوطني”.

وأكدت المصادر الخاصة، أن “ما يجري على أرض الواقع هو عملية تبديل للمواقع وتعزيز لمواقع أخرى، فعلى سبيل المثال ينسحب من منطقة القامشلي ليعزز جبهاته محيط مدينة رأس العين، وينسحب من محيط تل أبيض ليعزز جبهات مدينتي منبج وعين العرب”.

ووصفت المصادر الخاصة، أن “عمليات الانسحاب كلها وهمية ومجرد تمويه لإيهام الطرف لآخر أنه يجري عمليات انسحاب حقيقية، وأنه ملتزم بالمهلة التركية والاتفاق التركي الأمريكي”.

وأضافت، أن “ميلشيا قسد تسعى لإعادة نشر عناصرها وليس للانسحاب كما يعتقد كثيرون، إذ إنها تنوي وبأسرع وقت ممكن لإعادة ترتيب صفوفها ونشر عناصر لتعزيز الجبهات في محيط رأس العين وعين العرب والقامشلي وتل أبيض ومنبج وعين العرب”.

وذهبت المصادر نفسها إلى أبعد من ذلك تأكيدا للمعلومات التي تنقلها لنا، إذ أشارت إلى أن “ميلشيا قسد بدأت بتهديد الأهالي بأن كل من لا يحمل السلاح إلى جانبها ضد قوات نبع السلام في حال اندلعت المعارك من جديد فإن حسابهم سيكون عسيرا”، الأمر الذي يشكل حالة من الرعب والخوف بين المدنيين في حال نفذت تلك الميليشيات لتهديدها، كونهم ينتظرون بفارغ الصبر دخول الجيش الوطني والتركي لتحريرهم من إرهاب تلك الميليشيات.

وتأكيدا لتلك المعلومات أفاد مصدر خاص أيضا من الرقة وماحولها، أن “ميلشيا قسد ماتزال تنتشر بكل المناطق المحيطة بمدينتي تل أبيض ورأس العين إضافة لمدينة عين العرب، يضاف إلى ذلك انتشارها في منبج  وعلى طريق منبج الدولي، وأن الانسحابات ستكون وهمية لا أكثر”.

ووسط تلك الأحداث، يخشى مراقبون أن تكرر أمريكا ما حصل في مدينة منبج في ظل وعودها لتركيا بأنها ستسحب ميلشيات قسد منها، إلا أنه حتى يومنا هذا لم تلتزم أمريكا بوعودها تجاه تركيا، الأمر الذي يزعج تركيا كثيرا، ومن هنا تأتي المخاوف من أن يتكرر السيناريو شرقي الفرات وألا تلتزم أمريكا الداعمة لتلك الميليشيا بالتزاماتها.

يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في 9 تشرين الأول الجاري، إطلاق الجيش التركي بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية نبع السلام بهدف تدمير الممر الإرهابي شمال شرق سوريا، وتمكنت تلك القوات من السيطرة على مساحات واسعة من مناطق سيطرة ميليشيات قسد على الحدود السورية التركية، إلا أن العمليات توقفت بموجب الاتفاق التركي الأمريكي مؤخراً، على أن تعمل واشنطن على سحب الميليشيات من المنطقة الآمنة