Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ناشطة سورية تشارك في جلسة لمجلس الأمن.. ماذا قالت؟

خاص - SY24

دعت الصحفية والناشطة الحقوقية “وفا علي مصطفى”، مجلس الأمن الدولي للضغط على النظام السوري من أجل الكشف عن مصير آلاف المعتقلين والمغيبين في سجونه، محذرة في الوقت نفسه من كارثة إنسانية بحقهم بسبب تفشي فيروس كورونا في سوريا.

جاء ذلك خلال مشاركتها عن بعد في جلسة لمجلس الأمن، أمس الخميس، خصصت للحديث عن تطورات الوضع في سوريا.

وقالت “وفا علي مصطفى” أنه “يجب على المجلس الضغط على سلطات النظام السوري وكافة الأطراف الأخرى لنشر فوري لأسماء المعتقلين والمعتقلات في كافة مراكز الاعتقال، والكشف عن أماكن تواجدهم وأوضاعهم”.

وأضافت أنه “يجب التوقف فوراً عن ممارسة التعذيب وإساءة المعاملة والسماح لكافة المعتقلين والمعتقلات بالتواصل مع عائلاتهم بشكل روتيني في حالات الوفاة، ويجب إعلام العائلات بأسباب الوفاة الحقيقية يجب أن يُعطوا الحق في معرفة والوصول إلى أماكن الدفن”.

وحذرت الناشطة الحقوقية من “وجود خطر إضافي وملح بسبب جائحة كورونا”، مطالبة مجلس الأمن “بدعم موحد لعملية إطلاق سراح شاملة لكل المعتقلين والمعتقلات في السجون وفي مراكز الاعتقال غير الرسمية، حيث يُحتجزون في ظروف قاسية ويتعرضون للتعذيب والحرمان من الطعام والماء والنظافة والعناية الطبية”.

وأشارت إلى أن “هذه المراكز هي مراكز خصبة للأمراض والفيروسات ، ويجب على الأقل السماح للمنظمات الطبية والإنسانية بالدخول المتكرر وغير المشروط لمراكز الاعتقال خصوصاً في ظل تصاعد عدد الإصابات وغياب الشفافية من النظام السوري حول المدى الانتشار الحقيقي”.

ونددت “وفا علي مصطفى” بتقاعس مجلس الأمن الدولي وتخليه عن مسؤولياته تجاه المعتقلين والمعتقلات في سجون النظام وقالت “نحن كعائلات لمعتقلين ومعتقلات نشعر بخذلان شديد بسبب التقاعس الجماعي لمجلس الأمن وتخليه عن مسؤوليته في التصدي لهذه الجريمة ضد الإنسانية”.

وأضافت “شارك زملائي وزميلاتي قصصنا ومطالبنا معكم ولكن حتى اللحظة لم نر منكم أي تقدم نسمع أعذاراً حول ضرورة إعطاء الأولوية لقضايا إنسانية أو سياسية في سوريا، وبأن الوقت غير مناسب للتركيز على المعتقلين، ولكن جميع هذه القضايا مترابطة مع بعضها البعض وهذا المجلس قادر وواجب عليه أن يستجيب لها كلها في آن معاً”.

وتحدثت الناشطة الحقوقية، عن الأهوال التي تحدث داخل مراكز الاعتقال، والتي “تبدأ بالإذلال والحط من كرامة الإنسان وتستمر بالتعذيب المتكرر، لتنتهي في كثير من الأحيان بموت عدد لا يُحصى من المعتقلين والمعتقلات”.

ووجهت كلامها لأعضاء مجلس الأمن قائلة “أن يكون أحد أحبائكم معتقلاً أو مغيباً دون معرفة مصيرهم، كأن تستيقظوا يوماً ما لتدركوا أنكم قد خسرتم قطعةً منكم، فلتعلموا أنه ألم يكبر بشكل مستمر ألم ليس مثله ألم وبالرغم أنه بالكاد يوجد ما أتمسك به، إلا أن ما يدفعني للاستمرار هو ما علمني إياه أبي والأمل بأنه سيكون حراً بيننا يوماً ما”.

وفي سياق حديثها أعربت الناشطة الحقوقية عن رفضها باسم عائلات المعتقلين والمعتقلات لصفقات تبادل المساجين بين الأطراف العسكرية كبديل لحل شامل لجريمة الاعتقال التعسفي والتغييب القسري في سوريا، وقالت “أحبابنا خُطفوا منا بشكل غير عادل ويجب إعطائهم حريتهم الحرية التي هي من حقهم وحقنا”.

وأشارت إلى ترحيبهم بالمحاكم في ألمانيا ضد أفراد متهمين بالتعذيب المدعوم من قبل الدولة بموجب ومبدأ الولاية القضائية العالمية، داعية الدول الأخرى أن تحذو حذو ألمانيا في السعي نحو العدالة.

وأكدت في سياق حديثها أنه “يبقى أملنا الحقيقي أن نرى الجناة يمثلون أمام محكمة الجنايات الدولية، محنتنا ملحة جداً ولدينا شبان وشابات يتم اعتقالهم الآن، ولدينا أحباء يعيشون خطر الإصابة بفيروس كورونا، والآن لدينا عائلات قلوبها تتحطم وهي تبحث عن أحبابها في صور لأجساد معذبة، والآن تصلني الكثير من الرسائل من عائلات لمعتقلين ومعتقلات بالعشرات يومياً في بعض الأحيان، بأنهم لن يتخلوا عن مطالبتهم بإجابات عن أحبابهم”.

وختمت قائلة “أتساءل كم من أعضاء هذا المجلس يمكنهم القول بأنهم أيضاً لن يتخلوا عن مسؤوليتهم في حماية المدنيين، والدفاع عن حقوق الإنسان في تحقيق العدالة؟”.

ويعتقل النظام السوري آلاف المدنيين في سجونه منذ سنوات، حيث يتعرضون للتعذيب الوحشي، وأثبتت الصور التي سربها “قيصر” من سجون النظام مقتل الآلاف منهم تحت التعذيب خلال الفترة الممتدة من آذار 2013، وحتى آب 2013.

وفي السابع من تموز الجاري، استضافت السفيرة الأمريكية لدى مجلس الأمن “كيلي كرافت”، مراسلتنا “ساره القاسم”، في مناقشة مباشرة على موقع “فيسبوك”، وذلك للحديث عن الأوضاع الإنسانية في محافظة إدلب شمال سوريا.
 
وتحدثت “سارة” حول الاحتياجات الملحة للسوريين داخل إدلب، وأطلعت السفيرة الأمريكية على وضع المدنيين ومعاناتهم في المخيمات العشوائية، مؤكدةً على ضرورة استمرار دخول المساعدات، ومحذرةً في الوقت ذاته من مخاطر قطعها عن المحتاجين.

يذكر أن الشمال السوري يضم ملايين المهجرين والنازحين الذي يعيشون في مخيمات عشوائية لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة، الأمر الذي دفع مراقبون للمطالبة بضرورة أن تتحرك الأمم المتحدة والدول في مجلس الأمن بشكل منفرد لإدخال تلك المساعدات.