Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بـ 25 ليرة.. كيف تُعطل وسيلتك الوحيدة للنقل في إدلب؟

خاص - SY24

أزمة شح مادة البنزين تخيم على مناطق إدلب في الشمال السوري، منذ أكثر من أسبوع بعد انفراج لم يتعدى أيام قليلة حتى انقطعت المادة من جميع محطات الوقود في المنطقة، ووجدت في السوق السوداء بأسعار مضاعفة ونوعيات رديئة. 

إذ يعد البنزين العصب الرئيسي لوسائل النقل في المنطقة، ولاسيما السيارات والدراجات النارية، ما ينذر عن أزمة نقل، وشل حركة المواصلات، في حال استمر انقطاع المادة أكثر من ذلك، كما يزيد من استغلال ببيع الكميات القليلة المتوفرة منه بأسعار مضاعفة. 

وحسب ما أكده المراسل فإن شريحة كبيرة من الشبان وأهالي المخيمات يعتمدون على الدراجات النارية في تنقلهم، بسبب صعوبة المواصلات، وطبيعة المخيمات العشوائية المنشأة في أماكن متطرفة بعيدة عن مراكز المدن، وبالتالي اضطر آلاف الشبان منهم إلى دفع تكاليف إضافية للحصول على التوعية الجيدة، المعروفة باسم البنزين الأوروبي وهو بنزين مستورد ومفلتر ويناسب جميع أنواع الدراجات النارية والمركبات التي تعمل عليه، وقد وصل سعر لتر البنزين منه نحو 50 ليرة تركية أي أكثر من 3 دولار تقريباً، في حين كان يباع بالكازيات بين 25 _ 28 ليرة دون إلحاق الأذى بمحرك الآلية أو اللجوء إلى البنزين الرديء وإلحاق الضرر والأعطال بدرجاتهم. 

في حين يوجد على البسطات والأسواق الشعبية نوعية رديئة من البنزين تعرف باسم “البنزين المحسن” وهو مكرر بطريقة بدائية، ويحوي نسبة عالية من مادتي المازوت والكاز، وغير “مفلتر” بطريقة نظامية، يتم تكريره في حراقات الوقود ضمن مناطق الشمال السوري، ومع ذلك وصلت أسعار اللتر الواحد منه في ظل الأزمة إلى 35 ليرة تركية، في حين كان سعره قبل الانقطاع 18 ليرة أي أنه زاد الضعف رغم أضراره الكثيرة على الدراجات. 

مراسلنا التقى الشاب “أبو محمود الشامي” الذي يعمل في صيانة وتصليح الدراجات النارية، في ريف مدينة أريحا، حيث قال إن “استغلال حاجة الناس إلى التنقل جعلهم يضطرون إلى شراء البنزين المكرر، وهو ما سبب أعطالاً في محركات المركبة، وقد تؤدي إلى تنزيل محرك الموتور وصيانته بشكل كامل نتيجة ذلك”. 

وشرح بالتفصيل كيف يؤثر البنزين المكرر على الآلية، إذ أخبرنا أن البنزين المخلوط بمحروقات أخرى، لا يخل من الشوائب أيضا، إذ يعمل على تنشيف جلود القطع ضمن المحرك، ويتسبب بأعطال داخل عدة قطع منها نوردها كما سماها (الصبابات، والسكمان، والبسطون) وهي مسؤولة عن عمل الدراجة وأي عطل داخلها يؤدي إلى توقف المركبة وبالتالي تحتاج إلى صيانة وتبديل القطع المعطلة ودفع تكاليف إضافية على صاحب الدراجة. 

وأضاف “أبو محمود” أنه خلال فترة انقطاع البنزين من المنطقة، لاحظ زيادة كبيرة في عدد الآليات التي قدمت إليه، وقد تعطلت نتيجة اعتمادها على البنزين الرديء، وجميع الشبان الذين قصدوا محله للتصليح اشتكوا من الوضع الذي أوصلهم إلى هذه الحال إضافة إلى دفعهم تكاليف مالية كبيرة تبلغ أكثر من أجرتهم اليومية. 

هذا ما حدث مع الشاب “صبحي” الذي أخبرنا أنه يعتمد على دراجته النارية في الذهاب يومياً من منزله بمنطقة دير حسان شمالي إدلب، إلى عمله في أحد المطاعم بمدينة سرمدا، ولايمكن التنقل بدون دراجته النارية بسبب قلة المواصلات العامة في مناطق سكنهم حاله كحال مئات آلاف الشبان في المخيمات، لذا فإن “الموتور” كما يعرف شعبياً هو الوسيلة الأرخص ثمناً والأكثر وفرة في المنطقة. 

يقول صبحي إنه “اشترى يوم أمس لتر بنزين محسن، بمبلغ 25 ليرة تركية من البسطة، وقبل وصوله إلى مكان عمله توقف الموتور، وارتفعت درجة حرارة المكينة داخله، وعرف حنيها أن دراجته قد تعرضت لعطل كبير، وعليه صيانتها، ليتمكن من الذهاب إلى العمل وإلا سيخسر عمله ومصدر رزقه. 

يذكر أنه قبل شهر تقريباً شهدت أسواق مدينة إدلب فقدان مادتي الغاز المنزلي، والبنزين استمر لمدة أسبوعين ، دون معرفة أسباب انقطاع المحروقات في المنطقة، ما زاد من معاناة الأهالي، لاسيما في ظل الغلاء والظروف المعيشية السيئة، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز إلى 300 ليرة تركية بعد أن كان سعرها 220 ليرة فقط.