Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بعد سنوات من النزوح.. النظام يسمح لأهالي عين الفيجة بالعودة إلى منازلهم!

خاص - SY24

بالطبل والزمر والدبكات الشعبية، يسمح النظام اليوم لأهالي عين الفيجة في وادي بردى، بالعودة إلى أراضيهم، على وقع أغاني التأييد له، والشكر والثناء على هذه المكرمة، بعد أكثر من ست سنوات من سيطرة النظام والميليشيات المحلية عليها وحرمان أهلها منها.

مصدر خاص من أبناء بلدة “عين الفيجة”، قال لمراسلتنا: إن “الأهالي فرحين بالعودة بعد غياب طويل، ولكن بنفس الوقت هناك حسرة كبيرة في قلوبهم على الدمار الذي طال منازلهم بفعل القصف والبراميل المتفجرة أثناء الحملة الشرسة التي شنها النظام وميليشيا حزب الله اللبناني أواخر عام 2016، مشيراً إلى أن الأهالي في حالة صدمة، وخاصةً أن الجميع لم يعد يعرف أبسط معالم البلدة التي تم تغييرها بشكل جذري”.

وأضاف أن تلك الحملة انتهت بسيطرة النظام على قرى وادي بردى بما فيها عين الفيجة وتهجير قسم من أهلها إلى الشمال السوري، فيما نزح القسم الآخر إلى البلدات والقرى المجاورة للوادي كـ “قدسيا والهامة ودمر” وغيرها.

وأكد المصدر لـ SY24،  أن “نسبة كبيرة من منازل الأهالي قد تدمرت، وتجاوزت نسبة الهدم فيها 95 بالمئة، من قرية عين الفيجة، وكذلك زادت نسبة استملاك النظام لمساحات كبيرة جداً من الأراضي حيث تم الاستيلاء على حارات وشوارع بأكملها، وتسويتها بالأرض ولاسيما القريبة من محيط النبع، وحتى البعيدة عنه، فيما على تفجير المنازل التي نجت من القصف أثناء الحملة وأزال أحياء كاملة منها، وأصبحت المنطقة بأكملها تحتاج إلى إعادة تأهيل البنى التحتية فيها، من شبكة المياه والكهرباء والصرف الصحي وحتى الطرقات إضافة إلى ترحيل الأنقاض.

من الجدير بالذكر أنه خلال السنوات الماضية، سيطرت ميليشيات الحرس الجمهوري، على المنطقة من الخارج باتجاه دمشق، وأغلقتها بشكل كامل عبر حواجز ومتاريس ترابية، نصبت عند مداخل البلدات الرئيسة، وحتى الطرق الفرعية المؤدية إليها، وقامت قوات النظام بسلسلة عمليات هدم وتجريف للمنازل والأحياء السكنية بالمنطقة، والتي تعد منطقة منكوبة، واليوم يسعى النظام لمسحها وإعادة بنائها من جديد استيلائه على قسم كبير منها.

وحسب ما رصدته منصة SY24 في تقاريرها السابقة، من خلال مراسليها، أكدت أن المنطقة تعرضت إلى عمليات تعفيش وسرقة واسعة من قبل عناصر “الحرس الجمهوري”، فضلاً عن تجريف مساحات كبيرة من الأراضي، وقطع الأشجار المثمرة، وبيعها لصالح عناصر قوات النظام.

وكان النظام قبل عامين قد سمح للأهالي ولأول مرة منذ أربعة سنوات بالدخول إلى المنطقة ومعاينة ما تبقى لهم فيها، ولمدة ساعتين فقط، وخرجوا بحسرة كبيرة على مشاهد الدمار التي آلت إليها بلدتهم.

يؤكد ذات المصدر، أن أراضي وبساتين عين الفيجة تحولت إلى مرتع للشبيحة وقوات النظام أثناء سيطرتهم عليها قبل عدة سنوات، وحرموا أصحابها من العودة إليها أو استثمارها، ما أسفر عن تضرر قسم كبير من الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة.

 

يذكر أن بلدة “عين الفيجة” تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للنظام والميليشيات التابعة له، بسبب وجود نبع عين الفيجة، وهو المغذي الرئيسي لمدينة دمشق بمياه الشرب النقية، إذ تعرضت كباقي بلدات وادي بردى، لحملة شرسة من قبل النظام ومليشيا “حزب الله” اللبنانية في كانون الثاني 2016، حيث دارت معارك عنيفة من عدة محاور، تعرضت خلالها لقصف جوي دمر المنطقة بشكل شبه كامل وانتهت بسيطرة النظام وحزب الله عليها، وتهجير الأهالي منها.

كما يعد وادي بردى بالنسبة لميليشيا “حزب الله” نقطة وصل مهمة بين مناطق سيطرته في القلمون الغربي ومنطقة الزبداني التي تتمركز فيها قواته إلى اليوم، فكان لابد له من السيطرة على بلدات الوادي لإحكام سيطرته من العاصمة دمشق إلى الضاحية الجنوبية.