Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بأيدي شابات سوريات.. مشاريع منزلية صغيرة تلقى نجاحاً في إدلب 

خاص - SY24

من الهواية إلى الاحتراف، تميزت الشابة “لمى قبان” 27 عام، ابنة مدينة إدلب، في مجال صناعة الحلويات وخاصة قوالب “الكاتو” الخاص بالمناسبات والأفراح، وفق تصاميم مميزة، تنم عن شغف وحب في إتقان العمل، مع المحافظة على الجانب التعليمي، فالشابة ليست فقط صاحبة مشروع صغير في صناعة الحلويات داخل منزلها، بل طالبة في كلية الهندسة بجامعة إدلب.

في حديث خاص مع مراسلة SY24 تخبرنا “لمى”، أن “دخولها مجال صناعة الحلويات كان صدفة، بعد أن صنعت قالباً مميزاً لصديقتها بمناسبة خطوبتها، وهنا لاقى إعجاباً كبيراً من محيطها وأصدقائها، و شجعوها على احتراف العمل كونها تملك الموهبة”.

تقول :”شجعتني عائلتي، على البدء بمشروع كامل، من منزلي، وتقديم أصناف متنوعة من الحلويات الباردة وقوالب الكاتو المزينة، التي تلائم جميع المناسبات والحفلات، وحتى مناسبات النجاح، وقدوم المواليد، وساعدتني وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق وتوسيع مجال عملي”.

خمس سنوات على العمل في هذا المشروع، تقول “لمى” بعد أن تطور عملي يوماً بعد يوم، بدأت أقطف ثمار التعب، وأنا أرى مشروعي الصغير يكبر ويلقى قبولاً رائعاً، وزاد عدد زبائني، كما أصبح العمل جزءاً أساسياً في حياتي، إلى جانب دراستي في كلية الهندسة.

خلقت الشابة “لمى” فرصة عمل تصفها بـ “الجيدة”، من داخل مطبخها، في وقت مبكر من عمرها، ساعدها في تأمين دخل مادي لها، يعينها في حياتها اليومية، و الجامعية، دون أن تكون عالة على أحد، مثل كثير من النساء السوريات اللواتي عشن ظروف الحرب والتهجير، ورغم ذلك استطعن تأمين عمل خاص بهن وبمقومات بسيطة، في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة.

 

من قوالب الحلويات إلى مناسف الطبخ، تميزت الشابة العشرينية “هيا الأحمد”، من مدينة سراقب، بمشروع طبخ صغير داخل منزلها أيضاً اسمته “مطبخ هيونة” تفرد بصنع أصناف من الطعام الخليجي والمندي اليمني، والأفغاني، الذي لاقى استحساناً كبيراً من الأهالي في مدينة إدلب.

“كان العمل في المطبخ لأصناف مغايرة عن الأكلات السورية مغامرة بالنسبة لي” تقول: “هيا ” في حديثها إلينا، وتكمل  أنها في فترة قصيرة استطاعت ترك بصمة واضحة لدى زبائنها في عالم الطبخ ضمن مدينة إدلب، من مناسف المندي اليمني، و”كابلي” الأفغاني، و”الأرز البرياني” ، و”الكبسة السعودية” و “الأرز البخاري” وهي أكلة اوزباكستانية، رغم وجود عدد كبير من مطاعم الوجبات الجاهزة.

تميز طبخ الشابة باستخدام المواد الأولية من أجود الأنواع، كالسمن العربي، والأرز ذو الجودة العالية، والمكسرات، إضافة إلى براعتها في فن تزيين وتقديم الوجبات والطلبات، والالتزام بالموعد المحدد في توصيل الطلبات للزبائن.

كمعظم المشاريع الفردية، كان لوسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في الترويج والتسويق للطلبات، إضافة إلى اشتراكها بتطبيق إلكتروني يساعد في إيصال الطلب للزبون إلى أي عنوان كان.

احترفت “هيا” الطبخ في سن مبكرة، وبسبب حبها له، أصبح أكثر من مجرد عمل يومي تقوم به في المنزل لعائلتها، بل هو فرصة عمل جيدة بالنسبة لها استطاعت من خلاله تأمين مورد مالي لها، يعينها في حياتها اليومية، كما أنها تطمح في المستقبل بتوسيع عملها الخاص، ليصبح ورشة عمل كاملة تلبي حاجات المنطقة من جميع الأصناف والأطعمة.

وفي عالم الأطعمة الواسع، وجدت السيدة “مريم هاجر” 34 عام، أم لثلاثة أطفال، مقيمة في مدينة إدلب، مشروعها الخاص الذي ساعدها في إعالة أسرتها ومساعدة زوجها في مصروف المنزل، بعده مرضه منذ عدة سنوات وعجزه عن العمل.

مراسلتنا التقت السيدة “مريم”، التي أخبرتنا أنها استطاعت بخبرتها في الطبخ، وإتقانها صنع وتحضير جميع أصناف الأطعمة الشعبية، أن تخلق فرصة عمل لها، تعين أسرتها في ظل الغلاء والظروف المعيشية السيئة، كونها لم تكمل تعليمها أو تعمل في مهنة أخرى خارج المنزل.

بدأت فكرة تحضير الوجبات والأطعمة التي تحتاج وقتا” طويلاً في تحضرها، كـ “اليبرق، واليالنجي، والملفوف، و الكبة، و المكدوس، ودبس الفليفلة، والفطائر” وأنواع أخرى من الأطعمة الشعبية، بعد إطراء من أقاربها وجيرانها على جودة طبخها، ومهاراتها في صنع المونة، و جميع الأكلات الأخرى، فقررت احتراف العمل كمهنة يومية، لتأمين مصدر دخل مادي يعنيها في حياتها.

أنشأت” مريم” صفحة خاصة بها على منصة “الفيسبوك” وبدأت بتصوير أعمالها وطبخها، ونشرها على مجموعات تخص مدينة إدلب، لتنهال عليها الطلبات والتواصي،  تقول “ساعدتني الصفحة كثيراً في الانتشار، وجميع من يأخذ من عندي طلبية معينة، يصبح زبون دائم بفضل الله”.

فحسب رأي زبائنها كما أخبرتنا، أن عملها مميز بالنظافة، والنكهة الشهية، وفن التقديم والتغليف، والسرعة في الإنجاز والالتزام بالوقت، وكل ذلك جعلها تتميز أكثر وتنجح وتستمر في عملها.

أغلب الزبائن هن نساء موظفات غير قادرات على تحضير الأطعمة التي تحتاج وقتا وجهداً في صنعها، وكذلك هناك سيدات مريضات يعانين من أمراض معينة تمنعهم من بذل جهد إضافي في تحضير الطعام، فضلاً عن وجود طلبات كثيرة في موسم تحضير المونة أيضاً، حسب قولها.

(لمى وهيا ومريم)، شابات سوريات، أبدعن في مجال الطبخ وصناعة الأطعمة بمختلف أصنافها، لم تقف الظروف المعيشية السيئة عقبة أمامهن، بل استطعن مما توفر بين أيديهن من مواد بسيطة، وخبرة في العمل، وإصرار على النجاح والتميز، أن يتركن بصمة في مجال المشاريع الصغيرة التي ربما تكبر وتصبح مشاريع كبيرة في المستقبل تعمل بها سيدات أخريات حسب قولهن.