Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

إضراب يشل الحركة في الحسكة.. ما السبب؟

خاص - SY24

أعلنت شركات النقل الخاصة وسائقي حافلات النقل الداخلي العاملة على خط الحسكة – القامشلي الدخول في إضراب شامل ومفتوح عن العمل، للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية ورفع سعر تعرفة الركوب للمسافرين، وذلك بعد ارتفاع أسعار المحروقات وغلاء ثمن قطع الغيار والصيانة في ظل التدهور المستمر لليرة السورية أمام الدولار.

 

الإضراب الذي بدأ منذ يوم الأربعاء الماضي شمل جميع حافلات النقل الداخلي الصغيرة وباصات السفر الكبيرة العاملة على الخط الواصل بين مدينة الحسكة ومدينة القامشلي والقرى الواقعة بينهما، ما أثر بشكل مباشر على طلاب الجامعات وموظفي المؤسسات المدنية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، ناهيك عن صعوبة تنقل الأهالي وخاصة المرضى القادمين من أرياف الحسكة إلى المدينة.

 

مصادر محلية قالت أن السائقين المضربين طالبوا هيئة النقل في “الإدارة الذاتية” بضرورة رفع سعر تعرفة الركوب للشخص الواحد بين الحسكة والقامشلي، والتي حددتها في وقت سابق بـ 3000 ليرة سورية، والتي يعتبرونها  قليلة جداً ولا تغطي تكاليف حافلاتهم من محروقات وصيانة وقطع غيار وغيرها من التكاليف التي ارتفعت مؤخراً.

 

المصادر ذاتها قالت أن الإضراب شلَّ حركة الأهالي بشكل كامل في مدن الحسكة والقامشلي والريف الواصل بينهما، وذلك لعدم قدرة عدد كبير من موظفي المؤسسات المدنية من الالتحاق بوظائفهم، وأيضاً عدم قدرة طلاب الجامعات والمدارس من الوصول إلى وجهتهم في ظل توقف حافلات النقل الداخلي، وبالذات طلاب جامعة الفرات الواقعة في مناطق سيطرة النظام وسط مدينة الحسكة، والتي اضطر عدد كبير من طلابها للمبيت عند أقاربهم في الحسكة أو الانقطاع عن الذهاب إلى الجامعة لحين عودة المواصلات للعمل.

 

ويأتي هذا الاضراب في ظل الأوضاع المعيشية السيئة التي تعاني منها مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا نتيجة ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية والبضائع والسلع التجارية وخاصة تلك المرتبطة بالدولار، ناهيك عن فقدان المحروقات من السوق المحلية وارتفاع ثمنه في السوق السوداء، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على حياة المواطنين ومعيشتهم.

 

“جود جمال”، طالبة في جامعة الفرات ومقيمة في مدينة الحسكة، قالت أن “أغلب زملائها في جامعة الفرات اضطروا للتوقف عن الذهاب إليها بعد إعلان شركات وسائقي حافلات النقل بين القامشلي والحسكة الإضراب عن العمل، الأمر الذي أثر بشكل كبير على دراستهم الجامعية وبالذات مع اقتراب الإمتحانات النصفية وإمكانية أن يتأثر معدلهم الدراسي بذلك”، على حد قولها.

وقالت “جود” في حديثها مع منصة SY24، إن “بسبب توقف حركة النقل اضطرت إحدى زميلاتي في الجامعة والتي تعيش في ريف مدينة القامشلي للمبيت عندي لمدة يومين، لعدم قدرتها على العودة إلى منزلها بعد إعلان الإضراب، كما أنها أخبرت الإدارة عدم قدرتها على العودة مجدداً للدوام في الجامعة إلى حين انتهاء الإضراب، وذلك لعدم توافر مواصلات بين قريتها وبين الحسكة وغلاء تعرفة الركوب في سيارات الأجرة الخاصة”.

 

وأضافت أن “الإضراب شل الحركة بشكل كامل بين مدينة الحسكة والريف المحيط بها وأثر بشكل كبير على معيشة عدد كبير من الأهالي، وتسبب أيضاً بأزمة حادة للموظفين العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية والمرضى القادمين للعلاج في مشافي الحسكة وغيرها من أمور المعيشة اليومية”.

 

من جانبه، اعتبر أحد أصحاب حافلات النقل الداخلي في حديثه مع مراسل منصة SY24 أن “الإضراب بات فرصتهم الوحيدة لتحقيق مطالبهم المتمثلة في رفع سعر تعرفة الركوب ل 5000 ليرة سورية كحد أدنى، أو قيام الإدارة الذاتية بتخفيض أسعار المحروقات وتأمينها بشكل دائم لكي لا يضطروا لشرائها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، بالإضافة إلى دعوتهم لها من أجل تسهيل دخول قطع الغيار والصيانة القادمة من خارج مناطق سيطرتها والتي تباع في شمال شرق سوريا بالدولار”.

 

ويعاني سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” من ظروف معيشية صعبة في ظل استمرار إغلاق معبر سيمالكا البري مع إقليم كردستان العراق، وتوقف عمل بقية المعابر مع مناطق سيطرة المعارضة السورية، مع فرض قوات النظام والميليشيات الموالية له إتاوات مالية ضخمة على البضائع القادمة لمناطق “قسد”، الأمر الذي تسبب بارتفاع كبير في الأسعار، ما أثر بشكل مباشر على الأهالي.