Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أين تذهب مخصصات الأدوية المجانية في المراكز الصحية بالغوطة الشرقية؟

خاص - SY24

الفساد يطال المؤسسات الخدمية في دمشق وريفها، دون وجود دور للرقابة على الفاسدين من قبل المسؤولين، ولاسيما في القطاعات الطبية التي تزيد من معاناة المرضى، في ظل أزمة فقدان أصناف كثيرة من الدواء، و ارتفاع أسعارها، وبيعها في السوق السوداء. 

مراسلنا في بلدة “العتيبة” بالغوطة الشرقية، أكد أن عمليات سرقة كبيرة وفساد يشهدها مستوصف البلدة، طالت مخصصات الأدوية، التي من المفترض أن تغطي حاجة المرضى من أبناء البلدة بشكل مجاني، دون حاجتهم لشراء ذات الأصناف الدوائية من الصيدليات بأسعار مرتفعة. 

وأشار المراسل، أن هذه الظاهرة كانت موجودة بشكل قليل في السابق، لكنها اليوم زادت بشكل واضح، مع تفاقم أزمة المحروقات وشح الدواء وارتفاع أسعاره، إذ تعاني شريحة كبيرة من أهالي البلدة من فساد القطاع الصحي، فمن النادر مؤخراً أن يتم تقديم الدواء للمريض تحت ذريعة أنه “لا يوجد”.

في حين أكد عدد كبير من الأهالي لمراسلنا، أن “الدواء الموجود داخل المركز الصحي، يتم بيعه في الأسواق من قبل الموظفين، وبالتالي حرمان المرضى منه، فيما يتم تقديم قسم آخر من الأصناف الدوائية لأقارب الموظفين والعاملين في المركز” . 

هذه الحال جعلت أصنافاً دوائية كثيرة تختفي من المركز، واقتصر تقديم الدواء داخل المستوصف في الآونة الأخيرة على المسكنات وبعض الفيتامينات فقط، كدواء (السيتامول) وشراب (التمبرا) الخاص بالأطفال وبعض المسكنات البسيطة.

في حديث خاص من قبل أحد أبناء البلدة لمراسلنا، رفض ذكر اسمه الصريح لأسباب أمنية، قال إنه “لم يستفيد منذ  شهرين وحتى اليوم، من أي نوع من الأدوية، وفي كل مرة يذهب ويطلب الوصفة الطبية من صيدلية المركز، لا يتم إعطائه أي نوع، بحجة أنه غير متوفر لديهم، وهذه الحالة تكررت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، مؤكداً أنه ذهب للمستوصف أكثر من عشرين مرة خلال تلك المدة، دون أي فائدة تذكر. 

ودفعت هذه الحال المزرية عدداً من الأهالي لتقديم شكاوى عديدة بحق الموظفين، والموظفات في المستوصف، الذين يقومون بعمليات بيع الدواء، وسرقته من مخصصات المرضى، لتقوم إدارة المستوصف في كل مرة، بالدفاع عن العاملين فيه، وإبعاد التهم الموجهة إليهم بشكل قطعي دون التحقق من صحة الأمر. 

ناهيك عن أن قلة الرقابة والتفتيش في معظم القطاعات الخدمية والطبية، في الغوطة الشرقية أدت لفسح المجال أمام حالات السرقة والاختلاس لدى الموظفين والمسؤولين والمدراء في جميع المجالات. 

ولا تتوقف قضية الفساد داخل المستوصف عند بيع الدواء بل إن طريقة التعامل من قبل الموظفات للأهالي، سيئة جداً، للغاية وخاصة مع النساء، إذ يتم معاملتهم معاملة سيئة، التذمر عليهم وتوجيه بعض الألفاظ القاسية والشتائم بحجة عدم التزامهم بالدور أو المواعيد المحددة.

يذكر أن سوق الأدوية في سوريا يواجه منذ فترة، أزمة مستمرة، تمثلت برفع السعر أكثر من عدة مرات خلال شهر واحد وصل آخرها إلى نسبة 40 في المئة ، وفقدان أصناف دوائية كثيرة من أغلب الصيدليات، واحتكار بعضها من قبل المستودعات الدوائية، بالإضافة إلى امتناعهم عن تزويد الصيدليات بالأدوية المطلوبة.