Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

إلى جانب الألغام.. “الكمأة” تتسبب بسقوط ضحايا في دير الزور

خاص - SY24

قتل وأصيب عدد من الأشخاص جراء انفجار لغم أرضي أثناء عملهم بجمع الكمأة في بادية بلدة الكشمة بريف ديرالزور الشرقي، في حادثة هي الأولى من نوعها في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شرق سوريا، ما دفع العشرات للعودة إلى منازلهم والتوقف عن البحث عن الكمأة، خوفاً من تكرار هذه الحادثة مرة أخرى.

 

فيما قتل طفل يبلغ من العمر 13 عاماً وأصيب والده بجروح خطيرة تسببت ببتر قدمه اليمنى بانفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة في بادية الشولا على طريق ديرالزور دمشق الدولي، ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الموالية له وذلك أثناء بحثهما عن الكمأة في المنطقة.

 

مصادر طبية في مناطق سيطرة النظام أشارت إلى زيادة واضحة في عدد الحالات الناجمة عن انفجار عبوات ناسفة وألغام بالمدنيين أثناء بحثهم عن الكمأة في بادية ديرالزور، مخلفةً قتلى وإصابات خطرة نجم عنها بتر الأطراف السفلية للعديد من المصابين، وذلك مع ارتفاع سعر الكيلو الواحد منه واتجاه الأهالي لجمعه لتأمين قوت يومهم في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها المنطقة.

 

“علي الشيخ”، من أبناء بلدة الشميطية بريف ديرالزور ويعمل في جمع الكمأة، ذكر أن “رحلة البحث عن فطر الكمأة باتت محفوفة بالمخاطر مع قيام المليشيات الإيرانية وتنظيم داعش بزراعة مئات الألغام والعبوات الناسفة في البادية السورية لأغراض مختلفة، لكن ذلك لم يمنع الأهالي من المخاطرة بأرواحهم بهدف تحصيل قوت يومهم”، على حد وصفه.

 

وفي حديثه مع منصة SY24 قال “الشيخ”: إن “كيلو الكمأة يباع اليوم بأكثر من 200 ألف ليرة سورية في أسواق ديرالزور أي ما يعادل راتب موظف حكومي، ولهذا توجهنا للبحث عنه بكثرة لأن ذلك يؤمن لنا مردود إضافي وخاصةً مع تراجع الزراعة في المنطقة، بعد انخفاض معدل الأمطار وعدم قيام النظام بتوزيع المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات ومضخات المياة، وغيرها من الأسباب الكثيرة التي دفعتها للقيام بذلك”.

 

وأفاد بأن “الاتهامات بزراعة الألغام والعبوات الناسفة تتجه نحو داعش والميليشيات الإيرانية، لكن مع خبرتنا بتنا نعلم أن الألغام المزروعة في المنطقة القريبة من الطرقات الرئيسية والحواجز العسكرية ونقاط المراقبة المتقدمة يتم زراعتها من قبل المليشيات الإيرانية، وهي خطرة لأنها تنفجر تحت أي ضغط بسيط، في الوقت الذي تكون فيه العبوات الناسفة التي يزرعها تنظيم داعش كبيرة ومدفونة بشكل عشوائي وتعمل غالبيتها بالتحكم عن البعد”.

 

وتأتي هذه الحوادث بعد أسبوع واحد على مقتل 75 من أبناء مدينة السخنة بريف حمص الشرقي في هجوم مسلح تعرضوا له أثناء بحثهم عن الكمأة في البادية السورية، حيث اتهم الأهالى الميلشيات الإيرانية بالوقوف وراء هذا الهجوم في محاولة منها لمنع الأهالي من الخروج والبحث عن الكمأة من لكي تسيطر على تجارة هذه المادة غالية الثمن وقيامها بجمعها وتصديرها إلى خارج البلاد وبيعها بأسعار مرتفعة.

 

في الوقت الذي يستمر فيه أبناء ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بالبحث عن الكمأة بشكل مكثف وبيعها بأسواق المنطقة بسعر يتراوح بين 100 و 150 ألف ليرة للكيلو الواحد، ولكن باستخدام بعض الأدوات الكاشفة للمعادن، في محاولة منهم تجنب أماكن تواجد العبوات الناسفة أو مخلفات الحرب غير المنفجرة المتواجدة في بادية المنطقة، وخاصة في القرى والبلدات التي شهدت اشتباكات عنيفة بين داعش و”قسد” قبل سيطرة الأخيرة على المنطقة في عام 2019.