Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مع دخول شهر رمضان.. الغلاء يثقل كاهل الأهالي في ديرالزور

خاص - SY24

“لا نعلم كيف سيمضي هذا الشهر علينا، لكننا سنكتفي بشراء الحاجات الرئيسية فقط، في ظل الارتفاع المستمر في أسعار جميع المواد والسلع وعدم كفاية مرتباتنا لتغطية أي نفقات إضافية”.

 

بهذه الكلمات وصفت السيدة “أم أحمد” حال معظم أهالي مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، مع اقتراب دخول شهر رمضان عليهم في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة التي يعاني منها معظم سكان المدينة، وارتفاع كبير وواضح في أسعار السلع الغذائية مع فقدان العديد منها من الأسواق المحلية.

 

غلاء المعيشة دفعت معظم أهالي المدينة للتخلي عن فكرة تخزين المواد الغذائية عن شهر رمضان والاكتفاء بشراء الحاجات الرئيسية بشكل يومي وبحسب الحاجة، مع اتجاه الأهالي للاقتصاد في الاستهلاك وخاصةً بالنسبة للحوم والدواجن التي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، نتيجة الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال الأشهر الماضية.

 

وبحسب مراسل منصة SY24 في مدينة ديرالزور، فقد بلغ سعر كيلو لحم الغنم 25 ألف ليرة سورية، وكيلو لحم البقر 20 ألف، فيما بلغ كيلو الدجاج أكثر من 15 ألف ليرة وكيلو السمك النهري المحلي 10 آلاف ليرة سورية، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار السلع الرئيسية مثل السكر والشاي والأرز والسمنة وغيرها من المواد الغذائية بشكل كبير جداً، الأمر الذي تسبب بحالة من الصدمة للأهالي دفعت العديد منهم للاستغناء عن هذه المواد والتوجه لشراء البقوليات والخضار الموسمية.

 

المراسل أشار إلى وجود حالة من الغضب والاستياء لدى جميع سكان المدينة وخاصةً الطبقة الفقيرة والمتوسطة، بسبب قيام التجار باحتكار المواد الأساسية في مستودعاتهم لفترة طويلة وبيعها للمواطنين بأسعار مرتفعة مستغلين حاجتهم إليها، وسط تجاهل تام لمؤسسات النظام التموينية التي اتهمها المواطنين أيضاً بالتواطؤ مع هؤلاء التجار مقابل رشاوى مالية ورواتب شهرية يقدمونها لهم.

 

وتواصل الفرقة الرابعة والميليشيات المسلحة التي تسيطر على مداخل المدينة والمعابر النهرية والبرية التي تصلها بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، بفرض رسوم وإتاوات مالية ضخمة على جميع البضائع والسلع القادمة إلى المنطقة، ما أجبر التجار على رفع أسعار بضائعهم لتغطية النفقات الجديدة المترتبة عليهم، بالتزامن مع ارتفاع أسعار الوقود والنقل وانخفاض عدد الرحلات البرية القادمة للمدينة، بسبب استمرار تنظيم داعش بشن هجماته في البادية السورية.

 

السيدة “أم أحمد” ذكرت لمراسل منصة SY24، أن “الأسعار المرتفعة وعدم قيام الهلال الأحمر بتوزيع المساعدات على السكان بوقتها المحدد وغيرها من الأسباب اضطرت الجميع إلى الاستعداد لتمضية شهر رمضان بأقل التكاليف الممكنة، حيث ستقتصر المشتريات على الخضار والمعكرونة وغيرها من السلع الرخيصة نسبياً، إلى حين انتهاء هذا الشهر وعودة الأسعار إلى ما كانت عليه سابقاً”.

 

في الوقت الذي عزا فيه “جاسم العبدالله”، أحد تجار مدينة ديرالزور وصاحب مستودع للمواد الغذائية، ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتجارية في المدينة إلى عدة أسباب أهمها: “الإتاوات التي تفرضها الميليشيات على البضائع التي تدخل المدينة وانهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى ارتفاع قيمة النفقات المدفوعة لحفظ هذه المواد وخاصةً تلك التي تحتاج برادات وثلاجات، نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي واضطرار أصحاب المستودعات الكبيرة لتشغيل مولدات كهربائية تعمل بالمحروقات”، على حد وصفه.

 

ويذكر أن مدينة ديرالزور وباقي المدن والبلدات التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الداعمة له تعاني من أوضاع اقتصادية ومعيشية سيئة جداً مقارنةً بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” التي تقع على الضفة المقابلة لنهر الفرات، وذلك نتيجة غلاء المعيشة وانعدام فرص العمل الحقيقية وتدني الرواتب مع استمرار الميليشيات بفرض الإتاوات المالية على البضائع التي تدخل المنطقة وأيضاً على التجار المحليين غير الموالين لها، ما تسبب بارتفاع كبير لأسعار السلع والمواد الغذائية أثر بشكل مباشر على الأهالي.