Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في دوما.. طوابير انتظار المازوت تفضح فشل البطاقة الذكية

خاص - SY24

أكثر من أربعة أشهر والأهالي في مدينة “دوما” بريف دمشق ينتظرون رسائل توزيع مادة المازوت، ولاسيما في ظل الظروف المناخية الباردة، وانخفاض درجات الحرارة، إذ أن نسبة كبيرة من أهالي المدينة لم يستلموا مخصصاتهم منذ نهاية شهر كانون الأول من العام الماضي، واقتصرت التوزيع على نسبة قليلة منهم. 

عدسة منصة SY24 التقطت عدة صور تظهر تجمع عشرات المدنيين أمام سيارات توزيع الوقود، بانتظار وصول دورهم للحصول على المازوت المخصص للتدفئة والذي يتم توزيعه عبر البطاقة الذكية التابعة لشركة تكامل، بالوقت الذي ماتزال عشرات العوائل بانتظار وصول الرسائل، وقد شارف فصل الشتاء على نهايته. 

تكررت هذه الحال في عدة مناطق من مدن وبلدات ريف دمشق وضواحيها، بعد تأخير في تسليم المواطنين مخصصاتهم من الدفعة الثانية من مادة المازوت، ولاسيما أهالي مدينة دوما التي تشهد حاليا وضعاً معيشياً مزرياً منذ سنوات. 

وذكر مراسلنا في تقرير سابق عن المدينة، أن “المنطقة تفتقر لأدنى مقومات الحياة، فلا يوجد فيها كهرباء ولا مياه شرب صحية، ولا غاز منزلي، ولا حتى محروقات للتدفئة، حيث تجتمع كل تلك الأزمات على المواطنين، في ظل الظروف الاقتصادية المتردية، وانهيار قيمة الليرة السورية، وارتفاع الأسعار، وندرة فرص العمل”. 

والتقى أحد أبناء الغوطة الشرقية، للحديث عن الوضع، مؤكداً أن الحال الذي يعيشه الأهالي في المنطقة، لا يقارن بأي بلد في العالم، ويعد الأسوء معيشياً على وجه الأرض”. 

وقال حرفياً إن “للموت طرق كثيرة بطيئة وسريعة، الناس ماتوا بالزلزال عالسريع، ونحنا عم نموت باليوم ألف موتة عالبطيء” وأضاف ” نحن من قبل الزلزال عايشين من قلة الموت، عايشين لننتظر بس الكهرباء والمي والمازوت والبنزين وغيرو، شبابنا راح ونحنا عم نستنى نعيش متل البشر!”.

آلاف المواطنين اليوم في مناطق سيطرة النظام، يعيشون ظروفاً مأساوية على جميع النواحي، بعد أن أصبحت أبسط مقومات الحياة تصل إليهم عبر البطاقة الذكية، ولسان حالهم يقول، لم يبق إلا أن يتم تعليب الهواء وبيعه على البطاقة للمواطنين، لأنه الوحيد الذي يتنفسونه بالمجان، ودون انتظار وقت طويل للحصول عليه كباقي الحاجات الضرورية الأخرى. 

من سيء إلى أسوأ، هكذا يمضي أهالي الغوطة الشرقية أيامهم وسط تضيق أمني وشح اقتصادي، وافتقار لمعظم مستلزمات الحياة، وتحكم الميليشيات وعناصر النظام بهم،  وسط إهمال كبير ومتعمد من قبل الحكومة والمؤسسات الخدمية لهذه المنطقة، كانتقام منها نتيجة صمودها و خروجها عن سيطرته للعديد من السنوات.