بعد توقف علاجهم في تركيا.. الانتظار يهدد حياة مرضى السرطان في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

مضى قرابة شهرين على إغلاق معبر باب الهوى الحدودي أمام حالات مرضى السرطان في الشمال السوري، الذين كانوا يتلقون علاجهم في مشافي تركيا، قبل توقف الجانب التركي عن استقبال أي حالة مرضية سواء مرضى السرطان أو الحالات الأخرى الباردة منها والمستعجلة، منذ السادس من شباط الماضي عقب كارثة الزلزال الذي ضرب عدة ولايات جنوب تركيا ومناطق واسعة شمال غرب سوريا.

أثر ذلك على الآلاف من أصحاب أمراض الأورام السرطانية، حيث توقف علاجهم داخل الأراضي التركية، وعادوا إلى الداخل السوري، ليواجهوا مصيرا مأساوياً وهو الانتظار إلى أجل غير مسمى، وسط عجز طبي كبير في استيعاب الحالات المرضية القادمة أو الموجودة من قبل، في مركز الأورام الوحيد الذي يعالج أنواع محدودة من مرض السرطان، بسبب عدم وجود علاجات كافية لجميع المرضى.

وفي حديث خاص لموقع SY24، مع “عبد الباسط طحان” مسؤول التنسيق والتواصل من أجل الحالات الباردة في باب الهوى، أكد لنا أنه منذ شهرين إلى اليوم لا يوجد أي تحديث جديد بخصوص مرضى السرطان من ناحية متابعة علاجهم في المشافي التركية، وحتى مرضى الحالات الباردة بشكل عام، وقال إنه “إلى حد اليوم لم تدخل حالة مريض سرطان واحدة، رغم طلب الجهات السورية في معبر باب الهوى من الأتراك إيجاد حل بأسرع وقت ممكن كي لا تتأزم حالات المرضى أكثر من ذلك”.

وكان قد عاد إلى الشمال السوري حوالي 70 بالمئة من المرضى الذين كانوا يتعالجون داخل الولايات التركية، وحسب ما أكده لنا “مازن علوش” المتحدث الإعلامي باسم معبر باب الهوى، فإن العدد العائدين بلغ 817 مريض، برفقة 188 مرافق، دخلوا من تاريخ 6 شباط ولغاية اليوم 4 نيسان الجاري.

وفي وقت سابق تعالت الأصوات محذرة من مخاطر توقف العلاج لدى عدد كبير من المصابين، في حين تفيد الأنباء الواردة من الشمال السوري بتوفر العلاج لمرضى السرطان لكنه يفوق قدرة المريض على شرائها إذ يصل ثمن الجرعة إلى 500 دولار ولا يملك معظم المصابين ثمن هذه الجرعات بعد أن كانوا يذهبون إلى تركيا لتلقي العلاج بشكل مجاني.

تحدثنا “أم بشير” سيدة خمسينة مهجرة من ريف إدلب الجنوبي، تعاني من مرض سرطان الثدي منذ سنتين، كانت تتابع علاجها في مشافي تركيا قبل الزلزال، وتتلقى جرعاتها بالوقت المحدد عن طريق الذهاب إلى مشفى أضنة في الداخل التركي، في إجازات شهرية، ولكنها بعد السادس من شباط، لم تتلق أي جرعة وتأخرت في أخذ جرعتين من علاجها، ما سبب تدهور كبير في حالتها الصحية حسب ما أخبرتنا به.

يقول ابنها الذي يسعى منذ فترة بين عدد من المنظمات الإنسانية والطبية لتأمين ثمن العلاج لوالدته، إنه لم يترك وسيلة لإنقاذ والدته ولكن دون فائدة، فالمركز الوحيد الموجود في إدلب لعلاج مرضى الأورام، غير قادر على تأمين العلاج للعدد الكبير من المرضى، فضلاً عن أنه يقدم العلاج لأنواع محددة من الأورام فقط مع عدم وجود علاج شعاعي، وتكلفة العلاج كبيرة جداً تفوق قدرته المادية.

يقول الطبيب “أيهم جمو” رئيس قسم الأورام في مشفى إدلب المركزي، إن الضغط الكبير على المركز عقب الزلزال كان فوق طاقته الاستيعابية، فضلاً عن نقص في أنواع معينة من الأدوية، ما شكل خطراً كبيراً على حياة مئات مرضى السرطان، الذين كانوا يتابعون العلاج في المشافي التركية حسب قوله، فضلاً عن نقص في الكوادر الطبية داخل المركز.

تنتظر “أم بشير” وآلاف المرضى الآخرين بفارغ الصبر السماح لهم باستكمال علاجهم داخل الأراضي التركية، أو إيجاد حل سريع في الشمال السوري، يوفر عليهم مشقة السفر والعلاج، وسط مناشدة شديدة من الجهات المعنية في متابعة موضوعهم قبل أن تزداد حالتهم الصحية سوءاً أكثر مما هي عليه.

مقالات ذات صلة