Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

قدرت بالملايين.. خسائر كبيرة تعرضت لها مدن شرقي سوريا جراء الأمطار

خاص - SY24

شهدت مدن وبلدات شمال شرق سوريا الخاضعة لنفوذ “قوات سوريا الديمقراطية” هطولات مطرية غزيرة خلال اليومين الماضيين، تسببت بتشكل السيول في الأودية والمنخفضات وارتفاع منسوب نهر الفرات وبقية الأنهار المحلية، ما نتج عنه أضرار كبيرة في ممتلكات المواطنين و محاصيلهم الزراعية قدرت بـ”الملايين”.

 

حيث تسببت الأمطار الغزيرة بانهيار أكثر من 40 منزلاً في بلدة المنصورة بريف الرقة الشرقي وحدها مع تضرر العديد من المنازل في الريف المحيط بها، ما دفع مئات العائلات لمغادرتها والمبيت في العراء في ظل استمرار هطول الأمطار وتواصل درجات الحرارة بالانخفاض وانقطاع شبه تام للطرقات المؤدية إلى المنطقة، ما دفع المجلس المحلي للبلدة بفتح صالاتها للمتضررين إلى حين إيجاد مأوى آخر لهم.

 

في الوقت الذي تسببت فيه السيول بإغلاق العديد من الطرق البرية بين قرى وبلدات مدينة الرقة مع حدوث العديد من الانهيارات الأرضية وخاصة في منطقة “مزرعة الأنصار”، التي شهدت أضخم انهيار مع ابتلاع حفرة كبيرة لمساحات واسعة من الأراضي والأشجار المثمرة، وسط حالة من الخوف والرعب  وسط السكان الذين فضلوا النزوح عن المنطقة إلى حين استقرار حالة الطقس.

 

فيما أكد مراسل منصة SY24 تضرر عشرات المخيمات العشوائية في ريف الرقة جراء الأمطار والسيول التي ضربتها وخاصة في مخيمات “سهلة البنات و سلحبية والعدنانية” والتي تضم الآلاف من النازحين الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشة صعبة.

 

وفي السياق ذاته، تحدث شهود عيان عن تعرض مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في قرى وبلدات ريف ديرالزور لأضرار جسيمة جراء الأمطار والسيول التي ضربت المنطقة خلال اليومين الماضيين، وسط مناشدات محلية لـ”الإدارة الذاتية” بالإسراع في تقديم المساعدة لهم بغرض إنقاذ ما يمكن إنقاذه من محاصيلهم الزراعية.

 

“أبو أحمد”، من أهالي بلدة أبو خشب بريف ديرالزور الشمالي، تحدث عن تعرض العشرات من الفلاحين لـ”أضرار مادية كبيرة”، وخاصة أن معظمهم اضطر للاستدانة من أجل تغطية تكلفة زراعة أراضيهم بسبب الخسائر المادية المتلاحقة التي مني بها الفلاحون خلال السنوات الماضية، نتيجة “الصعوبات التي واجهت قطاع الزراعة من غلاء البذور والمبيدات الحشرية والسماد وعدم توافرها، و ارتفاع أسعار المحروقات وقطع غيار مضخات المياه وانخفاض منسوب مياه نهر الفرات وبقية الأنهار المحلية”، على حد قوله.

 

وطالب “أبو أحمد” لمراسل منصة SY24 في المنطقة، “الإدارة الذاتية” بالالتزام بتعهداتها تجاه سكان المنطقة وتقديم مساعدات مادية أو عينية لهم لتعويض الخسائر التي أصابتهم خلال الموسم الحالي والمواسم السابقة، مع مطالبته بـ”تقديم المحروقات و البذار والسماد بأسعار رمزية للنهوض بقطاع الزراعة في المنطقة وتحقيق مبدأ الاكتفاء الذاتي”.

 

والجدير بالذكر أن قطاع الزراعة يعد من أكثر القطاعات تضرراً في مدن وبلدات شمال شرق سوريا والتي يعتمد أكثر من 70% من سكان المنطقة على الزراعة كمصدر أساسي للدخل، ما تسبب بحرمان العديد من العائلات من هذا المصدر جراء الظروف الجوية القاسية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية، وزيادة تكلفة زراعة هذه الأراضي مع زيادة كبيرة في أسعار مدخلاتها، والتي أثرت بشكل مباشر على نمط المعيشة في المنطقة ودفعت آلاف الشبان للهجرة باتجاه تركيا وأوروبا بحثاً عن فرصة لتحسين وضعهم المعيشي.