Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في ديرالزور.. الفقر يحرم مئات العائلات من شراء ألبسة العيد لأطفالها

“كان علي الاختيار بين شراء ألبسة العيد لأطفالي أو شراء بعض المستلزمات الضرورية للمنزل من طعام ودواء وبعض الأشياء الاخرى، ولذلك فإن الخيار بينهما كان صعباً جداً، ولكني اضطررت لهذا القرار الذي أبكى أطفالي لساعات”.

 

بهذه الكلمات تحدثت السيدة ” أم يوسف”، عن اضطرارها للتخلي عن شراء مستلزمات العيد لها ولأطفالها مقابل شراء الطعام والدواء وبعض المواد الأخرى، في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعاني منها وخاصةً بعد مقتل زوجها على يد النظام قبل عدة سنوات و اضطرارها للعمل في تنظيف المنازل والعمارات السكنية لتأمين قوتها وقوت عائلتها المؤلفة من ثلاثة أربعة أشخاص.

 

حيث تعاني معظم العائلات في مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميلشيات المسلحة الموالية له من أوضاع معيشية صعبة في ظل غلاء الأسعار الكبير مقارنةً بدخل الفرد اليومي، ناهيك عن غياب فرص العمل الحقيقية وسيطرة أقارب المسؤولين وضباط الأجهزة الأمنية على جميع الشواغر داخل المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية.

 

وقالت في حديثها مع مراسل SY24: إن “الراتب التقاعدي لزوجي الذي قتل على يد النظام يصلني حتى الآن، لكنه لا يكفي لدفع إيجار المنزل الذي أعيش فيه، وهناك أخي يقوم بإرسال مبلغ صغير يساعدنا على شراء بعض المستلزمات الضرورية لنا، ما اضطرني للعمل في تنظيف المنازل والعمارات السكنية مقابل أجر مادي لا يتعدى  5000 ليرة سورية في اليوم الواحد، وهو مبلغ ضئيل لا يكفي ثمن وجبة طعام واحدة لنا”.

 

وتابعت أنه “حالتي كحال أكثر من نصف العائلات في مدينة ديرالزور التي تخرج للأسواق فقط لكي تتفرج على البضائع والألبسة دون شرائها، فيما ينعم الآخرون بشراء ما يحتاجون له دون اكتراث للسعر الموضوع فوقه لأنهم ببساطة إما أقارب قادة المليشيات المسلحة او موظفين حكوميين يحصلون على رشاوى من المدنيين فوق راتبهم الشهري، أو تجار حرب استفادوا من الأوضاع التي شهدتها المدينة إبان حصار تنظيم داعش لها قبل عدة سنوات”.

 

أسواق مدينة ديرالزور شهدت خلال وقفة عيد الفطر إقبالاً ضعيفاً على شراء الألبسة الجديدة والمستعملة من الأهالي على الرغم من قيام أصحاب المحال التجارية بوضع عروض لبيع بضائعهم بالتقسيط، تلافياً للخسائر المادية الكبيرة التي قد يعانون منها مع اضطرارهم لدفع رسوم وإتاوات مالية كبيرة لعناصر أجهزة النظام وميليشيا الفرقة الرابعة للسماح لهم بإدخال هذه البضائع إلى المدينة.