Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مشاتل إدلب.. فرصة عمل موسمية وظاهرة جمالية 

خاص - SY24

“العمل بالورد له لذة خاصة، فهو راحة نفسية، ومتعة بصرية ناهيك عن فرصة العمل وتأمين مصدر للدخل” بهذه الكلمات قابلنا الرجل الأربعيني “أبو غازي” صاحب أحد المشاتل في مدينة معرة مصرين شمال إدلب، إذ يمتهن “أبو غازي” زراعة الورود منذ أكثر من عشرين عاماً، وأصبحت المهنة جزءاً من حياته رغم ظروف النزوح والتهجير والقصف التي عاشها الأهالي في إدلب وريفها.

تنتشر المشاتل الزراعية في مختلف مناطق الشمال السوري، وتعد إحدى أبرز المشاريع الصغيرة التي يلجأ إليها سكان، كفرصة عمل في ظل انتشار البطالة، تماشياً مع طبيعة المنطقة الزراعية وحب الأهالي لزراعة النباتات والأزهار وأنواع معينة من الغراس الصغيرة.

يقول “أبو غازي” في حديثه إلينا إن “عمله في الزراعة والمشاتل يحتاج كثيراً من الاهتمام والعمل والصبر، فضلاً عن الخبرة ومعرفة تفاصيل كل نبتة، والصعوبات التي تواجه النباتات والأمراض، وذلك لمعالجتها قبل تفاقم الأمر”.

وللحديث عن الصعوبات والتحديات التي تواجه أصحاب المشاتل قابلنا ” أبو محمد الحلبي” صاحب مشتل ورود في مدينة الدانا، الذي قال لنا: إن” ارتفاع أسعار الأدوية والأسمدة، رفع من أسعار النباتات، وأثر على إقبال الأهالي على شراء أشجار الزينة من الورود والأزهار، فضلاً عن تأثير موجة الصقيع الأخيرة على المشاتل بشكل عام، وارتفاع أسعار المحروقات وقلة المياه، التي زادت من التكاليف المادية على أصحاب المشاتل والمزارعين بشكل عام.

إذ يقبل الأهالي في بداية فصل الصيف على شراء نباتات الزينة، يخبرنا “الحلبي” أنهم يفضلون النباتات العطرية مثل نبتة عطر الليل، والحبق والريحان، والعطرة، والمليسة، كما تحظى بناتات الخضراء التي تعرف باسم الصالونات بإقبال كبير إضافة إلى شراء غراس التين المحلب والزيتون والتوت وغيرها من الأشجار المثمرة.

كذلك ارتفعت أسعار نباتات الزينة هذا العام مقارنة بأسعار العام الماضي، نتيجة ارتفاع تكاليف الزراعة الاستيراد فهناك أنواع يتم زراعتها إنتاجها محليا وهناك أنواع تستورد من تركيا ولكن سعرها أكثر من المحلي والطلب عليها أقل.

إذ تختلف أسعار الأزهار حسب نوعها وحجمها، يقول “أبو غازي” إن البتلات الصغيرة تبدأ أسعارها من خمس ليرات تركية، في حين تصل أسعار الشجيرات الكبيرة إلى 20 دولار.

تشتري “غدير” أصيص الورد من المشاتل المنتشرة في مكان سكنها بمدينة سرمدا، وتبدأ العناية بها، ووضعها في وعاء مخصص لها تقول إنها لا تشعر بجمال الصيف إلا من خلال العناية بأزهارها والتمتع بمنظرها والتقاط الصور لها، فهي مصدر للسعادة النفسية حسب تعبيرها.

حيث تنتظر الشابة غدير موسم الورود من كل عام، لتملأ حديقة منزلها بمختلف أنواع النباتات الجميلة حسب قولها، تخبرنا أنها تهتم بتربية الورود والأزهار منذ كانت في منزلها بمدينة كفرنبل قبل النزوح، ولها ذكريات مع كل نبتة زرعها.

تتربع نباتات الزينة على بعض شرفات المنازل والنوافذ وتزين واجهة البيوت بالأحواض الترابية في مدينة إدلب، إذ يعد الاعتناء بنباتات الزينة المنزلية إحدى العادات التي تميز الأسر السورية، حتى أنها باتت تزين محيط عدد من الخيام في خطوة لتحدي الظروف المعيشية الصعبة من خلال أبسط الأشياء وأكثرها جمالاً.