Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

الأسد يطلب من دولة أجنبية دعمه في تطوير المنتجعات السياحية.. وغاضبون يردون

خاص - SY24

أكد مراقبون ومحللون أن قطاع السياحة يعتبر فرصة لإيران لبسط نفوذها الاجتماعي ولاستعادة ديونها، في حين رأى آخرون أن لا قدرة لإيران على تقديم أي شيء لدعم قطاع السياحة المنهار أصلاً في مناطق سيطرة النظام السوري.

 

جاء ذلك تعقيباً على إعلان النظام السوري وفي آخر صيحاته، أنه ينوي الاستفادة من خبرة الجانب الإيراني في مجال تشييد المنتجعات والمنشآت السياحية، الأمر الذي آثار العديد من التساؤلات.

 

وكان اللافت للانتباه، ما أعلن عنه وزير السياحة التابع للنظام السوري، المدعو محمد رامي مرتيني، والذي قال إنه “يمكن الاستفادة من خبرة الجانب الإيراني بمجال تشييد المنتجعات والمنشآت السياحية، لأنهم يملكون شركات متخصصة في هذا المجال، ولديهم معدات وأدوات تجهيز الفنادق وبأسعار منافسة ومخفضة”.

 

وكشف وزير السياحة عن توجيه حكومي بتطوير الخدمات في مناطق الزيارة وخاصة في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق مؤكداً وجود برنامج متكامل بدأ مؤخراً وعليه تحسنت الطرق الرئيسية، وفق ما نقلت ماكينات النظام الإعلامية.

 

وحول ذلك، قال عمار جلو، الكاتب المهتم بالشأن الإيراني لمنصة SY24، إنه “يجب لفت الانتباه إلى أن أغلب ما تم توقيعه من اتفاقيات اقتصادية بين الأسد وإيران، خلال زيارة رئيس إيران مؤخرا لدمشق، لا تعدو عن أنها مذكرات تفاهم لا تولد آثاراً قانونية بين الجانبين، والقليل منها اتفاقات تولد آثاراً قانونية”.

 

وأضاف، أنه وبالحديث عن إعلان أو رغبة النظام الاستفادة من الخبرة الإيرانية في مجال تشييد القطاع السياحي، برأيي هو للاستهلاك الإعلامي، فما الذي يمكن أن تقدمه إيران في هذا الجانب، وهل لدى إيران أي خبرة في قطاع السياحة، وهي المشهورة باحتجاز أجانب أو مزدوجي الجنسية لاستخدامهم كورقة تفاوضية مع دولهم، ما يعني أنها ليست وجهة سياحية ولا خبرة لها في هذا الجانب.

 

أما إمكانية صب الحديث في جانب السياحة الدينية، فيمكن ذلك، وقد اتفق الجانبان أظن عام 2021 على تسيير إيران 100 ألف زيارة دينية لسوريا، وأوقفتها مؤخرا دون أن يصل عدد الزوار لربع ما ذكر بالاتفاق. 

 

وختم قائلاً “برأيي يدرك النظام عجز إيران في هذه الجانب من الخدمات السياحية، ولا يهتم أيضا بالزيارات الدينية، إلا نتيجة ضغوط إيران، وهي الأخيرة تعلنها لأسبابها الداخلية غالبا، مع تجييرها كمدخل للتغلغل في المجتمع السوري، وعليه أرى التصريح المذكور إعلامي أكثر منه واقعي”.

 

وأكدت ماكينات النظام الإعلامية أن وزارة السياحة التابعة للنظام، تسعى إلى تسهيل تبادل الزيارات واستقدام الزوار مع الجانب الإيراني، وتحفيز مكاتب السياحة المرخصة في كلا البلدين ووضع برامج سياحية خاصة بالزوار والسياح من البلدين لزيارة الأماكن الثقافية والتاريخية أثناء زيارتهم إلى الأماكن المقدسة، وتقديم عروض تحفيزية وتخفيضات خاصة، التدريب والتأهيل السياحي.

من جهته، رأى أحمد حسان المختص بالشأن الإيراني في حديثه لمنصة SY24، أن تحركات إيران الحالية في الملف السوري هي باتجاه المحافظة على تواجدها المستدام في سوريا وتحويل المكاسب العسكرية إلى مكاسب اقتصادية وسياسية، لأنها تريد استعادة الديون، وتريد أيضا التمكن من مفاصل الدولة والمجتمع.

 

وأشار إلى أن السياحة تعتبر واحدة من أهم الفرص لاستعادة الديون والنفوذ الاجتماعي، لأن أهم النشاطات الاقتصادية لإيران هي مواسم الزيارات الشيعية وتحقق موارد عالية ثابتة سنويا من خلالها، وهذا هو سبب التركيز على السياحة حاليا، وفق قوله.

 

ولاقت تلك التحركات الإيرانية وبضوء أخضر من النظام السوري تجاه قطاع السياحة في سوريا، ردود فعل غاضبة حتى من الموالين للنظام، إذ قال بعضهم إن “الجانب الإيراني خبير بإنشاء الحسينيات والتجمعات الطائفية، فمنذ صغرنا كنا نذهب إلى السيدة زينب ولم نشعر يوما بأي مظهر طائفي كما حصل في السنوات الأخيرة، فحيث توجد إيران يرتفع منسوب الطائفية البغيضة”.

 

وردّ آخرون بالقول “من الأولى الاهتمام بأوضاع من خسروا منازلهم من جراء الزلزال بدلا من الحديث عن الاهتمام بالسياحة وتطويرها أصلاً”، في حين أفاد آخرون بالقول “يجب أولا الاهتمام بالمنشآت السياحية نظافة المرافق العامة والحمامات ثم الطرقات الممهدة ثم المطاعم والفنادق المجهزة بالنظافة والكادر المهني، وبعدها يتم الحديث عن  الآثار والمزارات وعن أعداد السائحين”.