Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

أزمة دواء تضرب مناطق النظام بديرالزور.. والأهالي يتجهون إلى الطب الشعبي

خاص - SY24

تشهد أسعار جميع الأصناف الدوائية في مناطق سيطرة النظام بديرالزور ارتفاعاً كبيراً و بوتيرة متسارعة بلغت ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية، مع استمرار رفض وزارة صحة النظام إعطاء تراخيص لنقل الأدوية من المعامل إلى المدينة، وهبوط قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي والتي وصلت لأكثر من 8000 ليرة مقابل الدولار الواحد.

 

الصيدليات الحكومية والنقابية ومعظم الصيدليات الخاصة في ديرالزور تعاني شحاً حاداً في عدد كبير من أصناف الأدوية منذ عدة سنوات وخاصة النوعية منها كأدوية القلب والضغط والسكر، ما شجع بعض التجار وأصحاب المستودعات الطبية على فتح سوق سوداء للأدوية في المدينة ومضاعفة الأسعار لأكثر من ثلاث مرات في بعض الحالات، وهو ما يرهق الأهالي مادياً.

 

مصادر خاصة في مديرية الصحة بديرالزور أكدت لمنصة SY24، أن آخر شحنة دواء رسمية دخلت المدينة كانت في بداية العام الجاري، وذلك بعد رفض وزارة الصحة المركزية إعطاء أي تراخيص أو موافقات لنقل الأدوية إلى المدينة، في ظل انتشار بعض الأصناف الإيرانية والعراقية مجهولة المصدر والتركيب في بعض الصيدليات واضطرار الأهالي إلى شرائها كبديل مؤقت عن الأدوية الوطنية و الأجنبية.

 

المصادر ذاتها أشارت إلى انعدام شبه تام لحليب الأطفال في المدينة وغلاء ثمنه ليصل سعر عبوة الحليب وزن 400 غرام إلى أكثر من 50 ليرة سورية، وهو مبلغ كبير جداً مقارنة بالسعر الذي حددته وزارة الصحة وهو 18 ألف ليرة، الأمر الذي دفع عدد كبير من الأهالي إلى الاستعاضة عنه بالحليب الصناعي أو بعض الأنواع المستوردة من العراق والتي تباع بنصف سعر الحليب الأجنبي.

 

فقدان الأدوية من الأسواق في ديرالزور وغلاء ثمنها دفع العديد من الأهالي إلى الاتجاه للطب البديل أو الشعبي “طب العرب”، بغرض تجنب جشع التجار وتوفير أكبر قدر ممكن من الأموال في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانون منها، ناهيك عن استمرار بعض أصحاب المستودعات باحتكار كميات من الأدوية بالتعاون مع موظفي القطاع الصحي في حكومة النظام لتحقيق مكاسب مادية إضافية لهم.

 

“منال العلي”، سيدة من حي القصور في ديرالزور ومصابة بمرض السكري، قالت أنها “اتجهت لاستخدام بعض أنواع الأعشاب الطبيعية التي تلعب دوراً مشابه للدور الذي تقوم به الأدوية التي تأخذها بشكل يومي، وذلك عقب فقدان معظم الأدوية الأساسية من الصيدليات في المدينة وارتفاع أسعار الأجنبية منها مقارنةً بالدخل اليومي للمواطن”، على حد قولها.

 

وفي حديثها مع منصة  SY24 قالت:” تخليت عن صنفين أو ثلاثة من الأدوية التي أخذها بشكل يومي وذلك مقابل قيامي باتباع حمية قاسية وشرب بعض أنواع الأعشاب البرية والطبيعية التي تباع بأسعار رخيصة جداً مقارنةً بأي شيء آخر في السوق، وبهذه الطريقة أستطيع توفير مبلغ كبير يساعدني على الإيفاء بباقي الالتزامات الضرورية”.

 

وأضافت:” الأهالي ما يزالون يرفضون شراء الأدوية الإيرانية التي تباع في بعض الصيدليات المعروفة في المدينة وفي الريف، وذلك لعدة اسباب أهمها جهلهم التام بمكوناتها وعدم كتابة أي تاريخ انتهاء صلاحية عليها، بالإضافة إلى تحميلهم طهران مسؤولية ما يحدث في البلاد بسبب دعمها للنظام وارتكاب ميليشياتها العديد من الجرائم بحق الشعب”.

 

وتعد أزمة الدواء التي تشهدها مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، تعد واحدة من عدد كبير من الأزمات التي تشهدها وخاصةً في ما يتعلق بمجال الصحة، وذلك نتيجة إهمال النظام وعدم قيامه بصيانة المشافي والمرافق الطبية العامة، في الوقت الذي استولت فيه الميليشيات الإيرانية على عدد من المشافي وحولتها إلى مراكز خاصة لعلاج عناصرها وعائلاتهم ومنعت الأهالي من الدخول إليها بأي شكل من الأشكال، ناهيك عن إغراق السوق المحلية بكميات كبيرة