Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ظاهرة تقلق أهالي ديرالزور.. الأسباب والدوافع

خاص - SY24

عادت  ظاهرة اختطاف الأطفال للظهور مجدداً في محافظة دير الزور سواءاً كان في مناطق سيطرة النظام وميليشياته أو في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، الأمر الذي أثار حالة من الخوف والقلق لدى الأهالي الذين اضطروا في بعض الأحيان إلى إيقاف إرسال أبنائهم إلى المدارس أو منعهم من اللعب خارج المنزل وبالذات مع حلول المساء وتحذيرهم من التحدث أو الاقتراب من أي شخص غريب.

 

الظاهرة الدخيلة على مجتمع مدينة ديرالزور المحافظ أصبحت حديث الأهالي وبالذات مع تزايد عدد الأطفال المخطوفين خلال السنوات الماضية، وقيام الخاطفين بابتزاز ذويهم عبر التهديد بقتلهم في حال لم يتم دفع الفدية المطلوبة، في ظل حالة من الانفلات الأمني تعيشه تلك المناطق مع عدم قدرة الأجهزة الأمنية على التعامل مع مثل هذه القضايا.

 

حيث نقل مراسل  SY24 عن مصادر محلية، قولها: إن الأسبوع الماضي شهد وحده حالتي اختطاف لأطفال لم يتجاوزوا العاشرة من العمر في ريف ديرالزور الشرقي الذي تسيطر عليه “قسد”، وقيام الخاطفين بإطلاق سراح طفل وطفلة بعد احتجاز دام لعدة أيام في حادثتين منفصلتين، مع تكتم ذوي الأطفال عن كيفية إعادتهم وذلك خوفاً على حياتهم.

 

المراسل أشار إلى أن معدل عمليات خطف الأطفال في مناطق سيطرة “قسد” يعد قليلاً جداً مقارنةً بمناطق سيطرة النظام وميليشياته في مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، والتي تسجل شهرياً عدة حالات اختطاف أطفال دون سن العاشرة من قبل عصابات منظمة تتبع للميليشيات الإيرانية والروسية والمحلية، وبالتعاون مع قادة وعناصر الأجهزة الأمنية الذين يسهلون هذه العمليات للحصول على نسبة معينة من الفدية المالية.

 

الصحفي السوري “محمد الجاسم”، والمنحدر من مدينة ديرالزور، عزا أسباب انتشار ظاهرة اختطاف الأطفال في مناطق النظام و”قسد” إلى “الوضع الاقتصادي والأمني والمعيشي المتردي الذي تعاني منه هذه المناطق وخاصةً مع ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وغياب فرص العمل الحقيقية، ناهيك عن انتشار السلاح بكثرة بين المدنيين وزيادة واضحة في عدد مدمني المخدرات وغياب آليات المحاسبة والمساءلة القانونية”، على حد وصفه.

 

وفي حديث خاص مع منصة SY24 الصحفي، إن “ظاهرة اختطاف الأطفال في مناطق قسد محدودة جداً وهي عبارة عن بعض الحالات المنفردة وغير منظمة ودائماً يكون الخاطفين هم من الأقارب والمعارف الذين يعلمون ما يملك ذوي الأطفال من أموال وما يمكن أن يقدموه، مع التأكيد على عدم المساس بهم أو التعدي عليهم وإعادتهم سالمين إلى أهاليهم بعد دفع الفدية وأحياناً قبل دفعها”.

 

وتابع أنه “ما يحدث في مناطق سيطرة النظام وميليشياته بدير الزور هو ما يثير القلق وخاصةً مع دخول مسلحين أجانب من بقية المحافظات أو من خارج البلاد إلى المدينة ومحاولتهم تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المالية وعدم اهتمامهم بصحة الأطفال المخطوفين، ولذلك فإن معظم جرائم قتل الأطفال المنتشرة في المدينة تعود لعمليات اختطاف فاشلة لم تكلل بالنجاح”.

 

وأضاف أن “المخدرات وغياب المحاسبة من قبل الأجهزة الأمنية والعدلية وسوء الأوضاع الاقتصادية هي من أهم أسباب انتشار هذه الظاهرة في ديرالزور، بالإضافة إلى وجود حالات أخرى لاختطاف عدد من الأطفال والاعتداء عليهم جنسياً من قبل عناصر الميليشيات الإيرانية والروسية في المدينة، والذين يستهدفون الأطفال المشردين في شوارع المدينة والعاملين في جمع البلاستيك والقمامة مع علم عناصر الميليشيات أنه لن يتم محاسبتهم على هذه الجرائم لعدم وجود من يقوم بتقديم شكوي رسمية نيابة عن هؤلاء الأطفال”.

 

والجدير بالذكر أن مناطق سيطرة النظام في ديرالزور تشهد حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني مع غياب واضح لدور الأجهزة الأمنية والشرطية فيها بالذات مع سيطرة عناصر الميليشيات الإيرانية والروسية على معظم مفاصل الحياة في المدينة، وعدم قيام تلك الأجهزة بتوقيف المجرمين بالرغم من صدور عشرات الأحكام القضائية بحقهم، الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي الذين باتوا يفضلون الهجرة لخارج مناطق النظام باتجاه مناطق “قسد” الأكثر أمناً، أو باتجاه الشمال المحرر أو خارج البلاد في محاولة منهم حماية أطفالهم وأنفسهم من ممارسات عناصر أجهزة النظام والميليشيات الموالية له.