Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

افتتاح معمل لتصنيع “الثلج” في مخيم الهول

SY24 -خاص

شهد مخيم الهول للنازحين في ريف الحسكة ارتفاعاً كبيراً في أسعار قوالب الثلج في ظل زيادة الطلب عليه بسبب ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر وسائل التبريد التقليدية، نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المخيم ورفض إدارته توفير مولدات كهرباء داخله لأسباب وصفتها بـ”الأمنية”.

الارتفاع الكبير في أسعار قوالب الثلج دفعت إدارة المخيم إلى السماح بافتتاح معمل لتصنيع الثلج في المخيم لأول مرة منذ سنوات، وذلك داخل مقر سابق لإحدى المنظمات الدولية التي أوقفت نشاطها داخل المخيم بالقرب من القسم الخاص بنساء داعش الأجانب، دون ورود أي  معلومات حول “الجهة صاحبة المشروع وعلاقتها بادارة المخيم”.

وبحسب مصادر من داخل الهول فإن إدارته حددت سعر قالب الثلج الذي ينتجه المعمل المحلي بـ 7000 ليرة سورية، غير أن بعض التجار المحليين استغلوا حاجة النازحين لتلك القوالب ليقوموا برفع قيمة سعر القالب لأكثر من 10 آلاف ليرة، الأمر الذي سبب ضائقة لعدد كبير من النازحين وخاصةً السوريين لعدم قدرتهم على تغطية تكلفة شراء قالب ثلج واحد على الأقل في اليوم.

في الوقت الذي ما تزال فيه شاحنات التبريد القادمة من ريف الحسكة الجنوبي مستمرة بنقل قوالب الثلج إلى المخيم بسبب زيادة الطلب على هذه المادة والإقبال الكبير من النازحين على شرائها، وعدم قدرة معمل الثلج الوحيد في المخيم على تغطية حاجتهم من قوالب الثلج الامر الذي خلق نوع من المضاربة داخل السوق المحلية.

الانفراجة في أزمة الثلج بمخيم الهول للنازحين رافقها انفراجة أخرى شهدها في توريد مياه الشرب النظيفة إليه، وذلك عقب عودة الصهاريج التي تنقل المياه إلى العمل بعد توقف دام عدة أيام لـ “أسباب مجهولة”، حيث نقلت عدة صهاريج المياه إلى الخزانات العامة المتواجدة في جميع القطاعات وطالبت إدارة المخيم النازحين بضرورة تعبئة المياه والتقنين في استعمالها نظراً للأزمة الكبيرة التي تشهدها هذه المادة في المنطقة بعد استمرار توقف محطة علوك عن العمل.

تجارة قوالب الثلج أنعشت السوق المحلي للمخيم بعد الركود الكبير الذي أصابه نتيجة ارتفاع أسعار جميع السلع والمواد التجارية والغذائية المرافق لانهيار قيمة الليرة السورية أمام الدولار، وعدم قدرة معظم النازحين على تحمل تكلفة شراء تلك المواد باستثناء نساء عناصر تنظيم داعش الأجانب، الذين يستقبلون بشكل شهري حوالات مالية من الخارج تصل أحياناً لـ 300 دولار أمريكي أي ما يعادل أكثر من 3 ملايين ونصف ليرة سورية، وهو مبلغ كبير وقادر على تغطية نفقات الإقامة في المخيم بشكل جيد.

ويعاني مخيم الهول للنازحين، كغيره من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي سوريا، من أزمة اقتصادية خانقة نتيجة استمرار ارتفاع الأسعار وتدني دخل الفرد اليومي وعدم توافر فرص عمل حقيقية، ناهيك عن توقف عدد كبير من المنظمات الدولية والإنسانية داخل المخيم عن العمل بسبب الظروف الأمنية التي يعيشها مع استمرار تواجد خلايا تنظيم داعش داخله واستهداف موظفي تلك المنظمات بشكل مباشر.