Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما الذي يحدث في ريف ديرالزور؟

اندلعت اشتباكات وصفت بـ العنيفة بين الشرطة العسكرية والقوات الخاصة التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” ومجلس ديرالزور العسكري في ريف ديرالزور الشمالي، حيث استطاع الأخير بالتعاون مع عشائر المنطقة السيطرة على جميع حواجز ونقاط “قسد” في المنطقة وقتل وأسر عدد كبير من عناصر الشرطة العسكرية كما استولت على كميات كبيرة من السلاح والذخيرة والعربات المصفحة، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي التابع للتحالف الدولي.

الاشتباكات بين الطرفين اندلعت على خلفية قيام عناصر من الشرطة العسكرية بإيقاف عناصر من المجلس على أحد الحواجز في بلدة الصور في الريف الشمالي لديرالزور والاعتداء عليهم بالضرب، ما تسبب باندلاع اشتباكات بين الطرفين والتي نتج عنها مقتل عنصرين من مجلس ديرالزور العسكري واحتجاز آخرين، من أبناء عشيرة العكيدات التي تعد من أكبر عشائر ديرالزور.

قائد مجلس ديرالزور العسكري “أحمد الخبيل” طالب عناصره وأبناء عشائر المنطقة بالاستنفار والسيطرة على جميع حواجز “قسد” وطرد عناصرها من المنطقة بشكل عاجل، وحذر قياداتها من الاقتراب من عناصر المجلس أو مناطقهم، معلنا في الوقت ذاته “الاستنفار الكامل لأبناء عشيرة العكيدات التي ينحدر منها ويعتبر أحد أمرائها ووجهائها”.

المئات من أبناء عشائر ريف ديرالزور حملوا السلاح استجابةً لدعوة “الخبيل” وأغلقوا الطرقات العامة بين مدن وبلدات المنطقة وأقاموا حواجز عسكرية ومنعوا عبور أي تعزيزات عسكرية لـ “قسد” إلى مناطق الاشتباك في الريف الشمالي لديرالزور، كما قاموا بمهاجمة عدد من المقرات العسكرية التابعة لها في بلدات الكسرات وجديد عكيدات والشحيل، بالإضافة إلى سيطرتهم التامة على مدن البصيرة والشحيل وذيبان وباقي قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي مع رفع أعلام المجلس فوق المقرات والمباني الرسمية فيه.

قائد مجلس ديرالزور العسكري “أحمد الخبيل” كان قد أشار، في تسجيلات صوتية على مجموعات خاصة بالمجلس تم بثها قبل أيام، أشار إلى وجود خلافات عميقة بينهم وبين قيادة “قسد”، مبيناً وجود من وصفهم بـ”أعداء المنطقة” المتمثلين بعدد من تلك القيادات والنظام السوري وتنظيم داعش الذين يهددون الأمن والاستقرار فيها، ليتراجع قبل يوم واحد عن هذه التصريحات ويصف الخلاف مع “قسد” بأنه “اختلاف في وجهات النظر حول بعض القضايا”، على حد وصفه.

من جانبها، وجهت القيادة العامة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” بضرورة فتح تحقيق موسع بما وصفته بـ”أحداث الفتنة” التي وقعت في ريف ديرالزور الشمالي، داعيةً إلى اعتقال جميع المتورطين بهذا الحادث وتسليمهم للقضاء تمهيداً لمحاكمتهم، فيما شددت القيادة العامة لـ “قسد” على أنها لن تتهاون في “الأفعال التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وتغليب المصلحة الوطنية على أي شيء آخر”.

وخلال الأسابيع الماضية شهدت المنطقة حشودات عسكرية ضخمة دفع بها مجلس ديرالزور العسكري ومجلس هجين العسكري وقوات ثوار الرقة والصناديد والمهام الخاصة وغيرها من الفصائل التابعة ل”قوات سوريا الديمقراطية”، وذلك على جميع نقاط التماس مع قوات النظام سواءً في منطقة المعامل في الريف الشمالي لديرالزور أو على السرير النهري المقابل لمناطق النظام والميليشيات الإيرانية، حيث اعتبر البعض ان هذه التحشيدات تنذر بـ “مواجهة عسكرية مباشرة مع النظام والميليشيات الإيرانية”.

فيما نفت قيادات “قسد” وقيادات مجلس ديرالزور العسكري وجود أي عملية عسكرية في المنطقة مؤكدين أن التعزيزات العسكرية التي دفعوا بها إلى المنطقة جاءت “رداً على التحشيد الكبير الذي قامت به قوات النظام والميليشيات الإيرانية على الضفة المقابلة لنهر الفرات”، وازدياد معدل الاستفزازات الأمنية من جانبها وخاصةً فيما يتعلق بإطلاق النار على مدنيين أو إطلاق القذائف والصواريخ على مواقع التحالف الدولي وقواعده العسكرية في ريف ديرالزور الشرقي.