Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في سوريا.. الحرائق تستنزف الغطاء النباتي والبيئة

خاص - SY24

تستمر الحرائق في منطقة الساحل السوري إضافة إلى امتدادها في بعض المناطق في الشمال السوري، بتصدر واجهة الأحداث الحياتية اليومية للسوريين إلى جانب غيرها من القضايا والأزمات الأخرى.

ووسط الحديث عن الحرائق التي تشهدها منطقة الساحل السوري منذ أيام، لا بدّ من الحديث عن أهم الأضرار التي يلحقها احتراق الغابات بالبيئة في سوريا.

وفي هذا الصدد، قال الصحفي السوري المختص بقضايا البيئة وتغير المناخ “زاهر هاشم” لمنصة SY24، إن الأشجار تحقق فوائد كبيرة للبيئة حيث توفر الهواء النقي وتساهم في الحد من تغير المناخ، ويمكن لشجرة واحدة امتصاص حوالي 150 كغ من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، كما تساهم الأشجار حول المدن في تنقية الهواء من الملوثات والجسيمات الدقيقة التي تضر الجهاز التنفسي، وتوفر الأشجار بعض أنواع الغذاء مثل الفواكه والمكسرات، كما تنظم الأشجار تدفق المياه وتحسن من نوعيتها، وتساعد على تماسك التربة ومنع انجرافها وتقليل العواصف الترابية وتحسين الصحة الجسدية والنفسية.

وأصاف، لذلك فإن استمرار فقدان الغابات من خلال الحرائق أو القطع الجائر له أضرار كبيرة على حياة السكان وصحتهم بشكل مباشر، إذ تعتبر الغابات موطناً لنحو 80% من التنوع البيولوجي، لذلك فإن حرائق الغابات تهدد الكائنات الحية التي تعيش فيها بفقدان موطنها، وتهديدها بالانقراض نتيجة فقدان غذائها.

وحسب هاشم، فإن حرائق الغابات تؤدي إلى انتشار غازات ضارة تنتشر لمسافات بعيدة تسبب أضراراً صحية للسكان المقيمين في تلك المناطق، إضافة إلى أنها تؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من الغازات الملوثة للهواء والتي تتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري.

ولفت إلى أن هناك خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة التكلفة الكبيرة لعمليات الإطفاء، وكذلك خسارة الأراضي الزراعية والسكنية المجاورة للغابات، وخسارة الثروة الحيوانية في المناطق التي تتعرض إلى حرائق إضافة إلى خسائر بشرية في بعض الأحيان، وفق تصريحاته.

وفي سياق متصل، امتدت الحرائق من منطقة الساحل السوري إلى مناطق بريف إدلب الغربي، حسب فريق الدفاع المدني السوري، الذي أفاد بأن الحرائق باتت تستنزف الغطاء النباتي والبيئة، وبات خطرها ينعكس على السكان ومعيشتهم.

وارتفعت حصيلة الحرائق في شهر تموز/يوليو الجاري، بريفي إدلب وحلب، مقارنةً بالحصيلة اليومية للأشهر الماضية، حيث استجابت فرق الدفاع المدني السوري حتى يوم 23 تموز، لـ 370 حريقاً من بينها 153 حريقاً زراعياً، و39 حريقاً في الغابات والمناطق الحراجية، بحسب بيان صادر عنها.

ومنذ بداية العام الحالي 2023 حتى 23 تموز الجاري، أخمدت فرق الدفاع المدني السوري 1745 حريقاً في شمال غربي سوريا، كان منها 602 حريقاً في الأراضي الزراعية، و67 في الغابات والأحراش والمناطق الحراجية، 447 حريقاً في منازل المدنيين، و 120 حريقاً في المخيمات، و 62 حريقاً في محطات الوقود، تسببت هذه الحرائق بوفاة 17 مدني بينهم 13 طفل وامرأتان، وإصابة 77 آخرين بينهم 23 طفل، و22 امرأة بحالات حروق واختناق.

وتلعب الغابات دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن البيئي، وامتصاص غازات الاحتباس الحراري والحد من تغير المناخ وانجراف التربة، وتخلف حرائق الغابات مخاطر مباشرة على سبل العيش للمجتمعات المحلية، وخاصة في شمال غربي سوريا حيث استُنفذ الغطاء النباتي بشكل جائر بسبب ظروف الحرب والتهجير، وتسعى فرقنا إضافة لحماية الأرواح من الحرائق الحفاظ على البيئة، وحماية التوازن الحيوي، وفق البيان ذاته.