Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

روسيا تتهم أمريكا بالتعرض لقواتها في سماء سوريا

SY24 -خاص

جدّدت روسيا من اتهامها بقوات التحالف الدولي التابعة لواشنطن، بزيادة التحرش بقواتها وبشكل “خطير جداً” في الأجواء السورية.

وذكر مصدر عسكري روسي، أن مسيّرات تابعة للتحالف الدولي انتهكت سلامة الرحلات الجوية في سوريا 340 مرة، خلال شهر تموز/ يوليو 2023.

ودفعت هذه الاحتكاكات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتعليق، معلنا عدم رغبته في المواجهات، لكنه قال إنه “مستعد لأي سيناريو”.

وقال بوتين في تصريحات له: “نحن مستعدون دائماً لأي سيناريو، لكن لا أحد يريد ذلك، وبمبادرة من الجانب الأميركي، أنشأنا ذات مرة آلية خاصة لمنع هذه المواجهات”.

وفي هذا الصدد، قال الناشط السياسي مصطفى النعيمي لمنصة SY24، إن ارتفاع منسوب التحرش الروسي بطائرات الاستطلاع الأمريكية العاملة في الجغرافية السورية، الغاية منه توجيه رسائل عسكرية مباشرة من موسكو إلى واشنطن بأن وجودهم في الساحة السورية غير شرعي ولم يتم من خلال التفاهم مع النظام السوري، لذا نلاحظ أيضا تحليق لطائرات من طراز انتينوف في سماء قاعدة التنف العسكرية الأمريكية، وبالتالي نحن نتحدث عن تصعيد روسي أمريكي متدرج في الساحة السورية الفاعل الرئيسي فيه إيران ومشروعها التوسعي في المنطقة العربية.

وأضاف، أعتقد أن النشاط الجوي الروسي وخاصة فيما يخص الاستخباري يأتي كرد مباشر من قبل روسيا على ما تعانيه من ارتدادات الدعم الأوروبي والبريطاني والأمريكي للجيش الأوكراني في صده الاجتياح الروسي والضغط الإيراني على روسيا، مبنيا على حجم المساعدات المقدمة من قبل الإيرانيين في الطائرات المسيرة شاهد 136، والصواريخ قصيرة المدى من طراز فاتح 110، والتي ساهمت بشكل لا بأس به في تغير بعض معادلات التوازن التكتيكي بين الجيشين.

وتابع، لذلك تضغط إيران على روسيا بخصوص تقديم هذا الدعم اللوجستي مستغلة وجودها في سوريا بطلب من النظام السوري، لكن ذلك لن يغير الكثير وفق وجهة نظري نظراً لأن الولايات المتحدة عززت قدراتها العسكرية لدى قواتها العاملة في منطقة الشرق الأوسط، حيث استقدمت سربين من القاذفات الاعتراضية من طراز A10، وسربين من الطائرات المقاتلة من طراز F22  الشبيحة من الجيل الخامس، إضافة إلى مدافع هايمرس بعيدة المدى والتي أثبتت فعاليتها في التصدي للجيش الروسي في حربه على أوكرانيا، إضافة إلى تعزيز قدرات الأسطول الخامس بسربين من المقاتلات F16 وF35 لمراقبة خطوط نقل الطاقة في الممرات والمضائق المائية، وتحديدا كهدف أولي سيتم مراقبة الخليج العربي ومضيق هرمز الذان يشكلان اهم الهواجس الأمريكية بعد التحرشات البحرية الإيرانية المستمرة بناقلات النفط الدولية في محيط مضيق هرمز.

وزاد موضحا، عملياً نتحدث اليوم عن أعلى درجات التصعيد والتسخين في جبهات متعددة مع إيران لذلك تلجئ طهران لاستثمار أعلى المكتسبات التي حققتها في الدعم المقدم للجيش الروسي في أوكرانيا للحصول على دعم لوجستي وعسكري، فيما لو حصل أي اشتباك مع ميليشياتها في سوريا.

ومضى متسائلا، هل ستنجر روسيا إلى مواجهة مباشرة خاسرة مع الولايات المتحدة كرمى لعيون إيران في سوريا بعد تحقيقها أعلى المكتسبات وسيطرتها الكاملة على قاعدة حميميم التي تعتبر كموطئ بحري باتجاه دول الاتحاد الأوربي مقابل رد جميل طهران في دعمها بحربها ضد أوكرانيا؟، معادلة ربما من الصعب التكهن بالإجابة عنها لكن على المدى التكتيكي ربما قد يتم الدعم اللوجستي الميليشيات الإيرانية في سوريا، لكن من منطلق تقدير الموقف الاستراتيجي لما ستقوم به الولايات المتحدة من ردود مباشرة، ولن تتورط روسيا في صدام مباشر مع أمريكا، لكن روسيا مضطرة لتقديم بعض التنازلات لصالح طهران لكن ستزول مع تحليق أول مقاتلة أمريكية من طراز F22 الشبحية من الجيل الخامس، وفق رأيه.

وقبل أيام، كان اللافت للانتباه دعوة واشنطن لموسكو وعلى لسان مسؤول أمريكي، إلى وقف تصرفاتها “الخطيرة والمتهورة” في سوريا فورا.

ووسط كل ذلك، يرى مراقبون أن الولايات المتحدة تدرس خيارات لمواجهة النشاط المتزايد المزعوم للقوات الروسية في المجال الجوي السوري.

وفي حزيران/يونيو الماضي، سلّطت تقارير غربية الضوء على خطوة أمريكية عسكرية وأمنية في وقت واحد، تتمثل بنشر القوات الأمريكية “طائرة الشبح F22” في قواعدها في سوريا، الأمر الذي أثار تساؤلات الكثير من المراقبين عن السبب وراء ذلك.