Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

توتر أمني على أشده.. إلى أين تسير التطورات في درعا؟

خاص-SY24

منذ أكثر من أسبوع والأحداث الأمنية المتلاحقة هي العنوان الأبرز لما تشهد محافظة درعا جنوبي سوريا، وخصوصاً على صعيد عمليات الاغتيال التي ازدادت وتيرتها في المنطقة.

ووسط تسارع تلك الأحداث، يطفو على السطح مجموعة من الأسئلة أهمها إلى أين تتجه التطورات في عموم منطقة درعا؟

وتؤكد شبكة مراسلي منصة SY24 جنوبي درعا، أن الفوضى الأمنية ما تزال مسيطرة على المنطقة وسط عجز تام عن إيقافها من قبل الأجهزة الأمنية.

وقبل أيام، سقط عدد من القتلى بينهم قيادي بارز في صفوف قوات أمن النظام إضافة لمراسلي قنوات تابعة للنظام، جراء استهدف مسلحين مجهولين رتلاً عسكريا بعبوة ناسفة، جنوبي مدينة درعا البلد، في حادثة تصدرت المشهد في عموم درعا.

وأشار محللون إلى أن عملية الاستهداف قد تكون مدبرة من قبل النظام للتخلص منهم بطريقة غير ملفتة بعد أن أصبحوا يشكلون خطرا على النظام بسبب معرفتهم تفاصيل ومعلومات دقيقة عن الوضع الفوضى والفلتان الأمني في درعا.

وحول أسباب استمرار التوتر الأمني في درعا، رأى الأكاديمي أحمد الحمادي، أن سياسات النظام اللاحقة أوصلت الحل إلى نفق مظلم لا خروج منه وأغلقت الأبواب أمام أي انفراج، مع بقاء الإرادة الثورية العالية لدى الثوريين الذين يرون بأنه لا خلاص مما تعانيه سورية سوى بالخلاص النهائي من النظام وعصابته المتحكمة بالبلاد، لذا لم تهدأ الأعمال الثورية ضده منذ المصالحات والتسويات الصورية وباتت تزداد يوما إثر يوم.

واعتبر أن ما يجري لا يمكن تسميته “توتر أمني” بل زيادة حدة الأعمال الثورية والتي قد تستفحل وتزداد حدتها لاحقا، مع مراعاة اختلاف التكتيك الثوري عما كان عليه قبل عام 2018 عما بعده، فقبل المصالحات كانت الأعمال الثورية وأنشطتها العسكرية معلنة ويعلن عن هوية الفصائل القائمة بالعمل وحتى كانت تصدر البيانات قبل بدء العمل وتسمى المعارك ويحدد موعد تنفيذها.

أما بعد عام 2018 تم اعتماد تكتيك حرب العصابات أو الحرب الشعبية والتكتم عن المنفذين والأهداف والمستهدف واتباع السرية المطلقة في ذلك حفاظا على حياة المنفذين الأبطال، وتم اتباع أسلوب نفذ واهرب وذوب في حاضنتك الشعبية بسرية تامة.

وتابع، لذا شهدت وتشهد محافظة درعا والجنوب وأغلب المحافظات السورية هذا التكتيك الثوري ضد النظام، وبالنسبة للحاضنة الثورية لا تقل عداء عن الثوريين والدليل على ذلك موجة الفرح الغامر التي عمت محافظة درعا بعد الخلاص من شبيح كبير وأحد أذرع الأمن العسكري مصطفى المسالمة الملقب بالكسم، وبوق النظام وقناة سما فراس الأحمد وغيرهم في العملية الثورية الأخيرة في الشياح/ درعا.

ورأى أن الأمور في درعا خاصة وفي سورية عامة تتجه إلى الجحيم بالنسبة للنظام وعصابته، حيث لن يهدأ الشعب السوري ولن يتعافى إلا بالخلاص من هذا النظام.

وختم بالقول، إن محافظة درعا تشهد أعمال ثورية شبه يومية وسلطة العصابة هشة اسمية لا تتعدى مربعاته الأمنية وتواجد قواه العسكرية والأمنية هذا إن سلمت من الاستهداف الثوري، وستبقى هذه الأعمال الثورية قائمة حتى الخلاص النهائي، وفق وجهة نظره.

وأدت هذه الأحداث الأمنية المتسارعة وعمليات القتل الممنهجة إلى استنزاف عدد كبير من أبناء المحافظة، في حين أكدت مصادر متطابقة عن تسجيل أكثر من خمسين حالة اغتيال في درعا خلال تموز/يوليو الماضي، مع استمرار ذات النهج حالياً دون القدرة على ضبط الفلتان الأمني.

بدوره، قال الباحث والصحفي حسام البرم لمنصة SY24، إن التوتر الأمني الحاصل طبيعي جدا بعد عملية الاغتيال الأخيرة التي تمت واستهدفت قياديين أمنيين تابعين للنظام، وبالتالي سيحاول النظام أن يحشد وعبر حاضنته وماكيناته الإعلامية لاستغلال ما يجري في درعا لصالحه.

وذكر البرم أن التوتر الأمني يقوده غالباً ضباط الأمن العسكري والمتعاقدين معهم في المنطقة لاجتثاث الحراك الثوري، إضافة إلى محاولتهم ابتزاز مناطق بعينها ومحاصرتها، وهذا ما نتوقعه بعد كل عملية أمنية تحصل في المنطقة، وفق تعبيره.

يذكر أنه منذ أيار/مايو الماضي، بدأت عمليات التسوية في المحافظة وسط تجمعات أمنية لقوات النظام، عند مداخل مدينة درعا، حيث اتسعت رقعة المصالحات في المنطقة في الفترة الأخيرة، تحت رعاية وجهاء من المنطقة، وافتتحت عدة مراكز جديدة، بهدف تسوية أوضاع عدد من المطلوبين بينهم المدنيين والعسكريين من أبناء عدة مناطق حسب آخر المستجدات التي نقلها مراسلنا في درعا.

من الجدير بالذكر أن محافظة درعا تعيش أحداثاً أمنية متوترة منذ سيطرة جيش النظام والقوات الروسية والميليشيات الإيرانية عليها عام 2018 وحتى الآن.