Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

“اختنقنا”.. دعوات للتظاهر في ديرالزور بسبب الأوضاع الاقتصادية

SY24 -خاص

أطلقت مجموعة تسمي نفسها “حركة اختنقنا” دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر “السلمي” في مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية لها، وذلك نتيجة تردي الأوضاع المعيشية فيها وارتفاع أسعار جميع السلع والمواد الغذائية والتجارية والفساد الكبير المستشري في مؤسسات النظام وغيرها من الأسباب الاقتصادية.

المجموعة دعت مواطني وشباب المدينة للوقوف “وقفة احتجاجية” في منطقة دوار “الحلوين” في حي القصور وسط المدينة في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء، مع التأكيد على أن هذه الوقفة ستكون لـ”المطالبة بحقوق المحافظة من الثروات كالنفط والغاز والزراعة وغيرها على أن لا تمس شعارات الحملة رأس النظام أو أعضاء الحكومة أو المؤسسة الأمنية التي تدير البلاد”.

مراسل منصة SY24 قال إن المدينة شهدت استنفاراً غير مسبوقٍ لجميع الأفرع الأمنية والميليشيات المسلحة الموالية للنظام، حيث انتشر عشرات العناصر منذ مساء يوم أمس الثلاثاء في محيط منطقة دوار “الحلوين” وفي أحياء الجورة والفيلات وتم إنشاء حواجز طيارة على مدخل شارع الوادي وشارع سينما فؤاد، بالإضافة إلى إقامة نقاط عسكرية ثابتة على جميع الدورات والساحات العامة مثل دوار حمود العبد ودوار حويجة والسبع بحرات مع تدقيق أمني شديد على المارة.

مراسل المنصة أكد عدم قيام قوات النظام باعتقال أي شخص إلى الآن غير أن عمليات تفتيش أجهزة الهاتف المحمول مستمرة للتأكد من عدم تورط أصحابها في أي نشاط يدعو للتظاهر، فيما داهمت مجموعات تابعة لميليشيا الأمن العسكري عدة مقاهي الانترنت في حي القصور والجورة وقامت بتفتيش بعض الأجهزة وفتح الحسابات الشخصية لعدد من المستخدمين والزبائن، وسط تحذيرات علنية بضرورة عدم المشاركة بأي “نشاط معادي للدولة والحكومة”، على حد وصفهم.

“عمر”، طالب في كلية الاقتصاد جامعة الفرات بدير الزور، ذكر أن “الدعوات للتظاهر بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المدينة ليست جديدة، ولكن هذه المرة بدأت بالتحرك بشكل شبه منتظم مع تأسيس صفحة على منصة فيسبوك والتحريض على الخروج في وقفة احتجاجية سلمية، غير أن الجميع يعلم أن هذا الأمر لن يحصل بسبب القبضة الأمنية الشديدة للنظام في المدينة”، على حد قوله.

وقال الشاب في حديثه مع مراسل منصة SY24 في ديرالزور: “الدعوات للتظاهر ضد الأوضاع المعيشية السيئة في المدينة لاتدخل ضمن الحراك الثوري كباقي المحافظات السورية، وذلك كون هذه الدعوات جاءت فقط للتنديد بتردي الوضع الاقتصادي وغلاء الأسعار وتحسين الوضع المعيشي ولا علاقة لها بالحياة السياسية والنظام الحاكم أو الجرائم التي ارتكبها خلال السنوات الماضية، مع التأكيد على ذلك في جميع المنشورات التي نشرتها تلك الحركة”.

وأضاف أن “الكل يعلم أن هذه الوقفة لن تكتمل وأن النظام وميليشياته وأجهزته الأمنية لن يسمحوا بأن تعود الاحتجاجات إلى الساحات والمرافق العامة حتى لو كانت من مؤيديه أو شبيحته الذين يعانون الآن من الجوع والفقر وغياب فرص العمل وغيرها من المشاكل الاقتصادية، وذلك خوفاً من أن تتحول هذه التظاهرات إلى أخرى مطالبة بتغييرات سياسية”.

والجدير بالذكر أن مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له تعاني أوضاعاً معيشية واقتصادية سيئة للغاية، في ظل انهيار تام لليرة السورية أمام الدولار الأمريكي والارتفاع الكبير في أسعار جميع السلع والبضائع التجارية والغذائية وتدني مستوى الخدمات المقدمة للأهالي مع انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، وغيرها من المشاكل الاقتصادية التي دفعت العديد من سكان المدينة للتفكير بالهجرة خارج البلاد هرباً من تلك الأوضاع المتردية.