Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

البطالة والبرامج الرقمية.. كيف أصبحت الدردشة مصدرا للدخل في سوريا؟

SY24 -خاص

خلق الفضاء الإلكتروني الواسع وبرامج الإنترنت والعملات الرقمية فرص عمل افتراضية لشريحة واسعة من الأشخاص في العالم، كان للسوريين نصيباً منها في ظل  انتشار البطالة وانعدام فرص العمل على أرض الواقع، وسوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية بشكل عام في جميع المناطق، ما دفع كثيراً منهم إلى البحث عن برامج في الانترنت توفر مبالغ مالية وفق آلية عمل معينة، كما هو حال “سعيد” ومئات الشباب والفتيات غيره.

تتفقد الشابة “رويدا”، 27 عاماً، مقيمة في منطقة دير حسان شمال إدلب، غرف الشات في أحد البرامج التي تعمل عليه منذ عام ونصف، وقد اكتسبت خبرة في العمل عليها، وزادت من حساباتها على أكثر من هاتف محمول، وأصبحت تطبيقات الدردشة عبر الإنترنت مصدر دخل لها من منزلها، مقابل أن تقضي عدة ساعات لتحصيل النقاط اللازمة ثم تحويلها إلى عملة الرقمية والحصول عليها بقيمة الدولار.

تقول “رويدا” لمنصة SY24: إنها تقضي قرابة سبع ساعات يومياً، أمام هواتفها الجوالة، ما تسبب لها في آلام بالرقبة والعمود الفقري، تجمع خلالها الكوينزات التي تحصل عليها من برنامج (يلا شات) ثم تأخذ بقيمتها مبلغ قد يصل مئة دولار شهرياً، وهو دخل جيد  حسب قولها يعينها في مصروفها وسط الغلاء وارتفاع معدلات الفقر في الشمال السوري.

تخبرنا أن “عدداً كبيراً من محيطها وأقاربها وأفراد أسرتها يعلمون على تلك البرامج، وقد تحسنت أوضاعهم المعيشية، وأصبح لديهم مصدر دخل ثابت تمكنهم من العيش”.

غير أن هذه البرامج لا تخل من المجازفة والمخاطر، ولا سيما البرامج التي يتم دفع شحن مالي مقابل الاشتراك بها، مايعني خسارة المبلغ المدفوع بأي لحظة عند إغلاق التطبيق بشكل مفاجئ وخسارة المبالغ المجمعة أيضاً كما حدث مع كثير من الأشخاص.

لذا تفضل “رويدا” العمل بجمع الكوينزات عبر برامج الدردشة الصوتية بدلاً من البرامج التي تدفع لها، خشية الخسارة، وتشرح لنا آلية العمل عن طريق إنشاء عدة حسابات، وبمجرد الدخول اليومي والخروج منها يتم إثبات عدة نقاط مكافأة، وتزداد النقاط يوما بعد يوم وكلما كانت الحسابات أكثر كانت نسبة الربح أكبر غير أن هذه الأمر يحتاج وقتاً طويلاً وساعات عمل كثيرة على الجوال للحصول عليها.

وعن آلية الحصول على الكوينزات في غرف الدردشة يقول من تحدثنا إليهم” إنه غرق الدردشة يقوم المشرفون بتوزيع جوائز كهدايا، لجذب المستخدمين إليها، وعادة ماتكون على شكل ملصقات لكل منها شكل وقيمة معينة من الكوينز، ثم تجمع قيمتها الوهمية، وتحول إلى أموال حقيقة بالدولار وترسل إلى المستخدم في أي بلد كان”.

وتعد “الكوينزات” عملة إلكترونية رمزية مشفرة، خاصة ببعض التطبيقات يتم توزيعها في غرف الدردشة الجماعية، وهي عملة قابلة للبيع والشراء ضمن نطاق البرنامج الذي يقوم بتوزيعها، مثل برنامج (يلا لايف – هلا شات – لايف شات)، وهي من أشهر تطبيقات الدردشة المستخدمة في المنطقة، كونها تؤمن فرصة عمل للكثير من الأهالي.

إذ أجبرت الظروف المعيشية الحالية والوضع الاقتصادي المتردي كثيراً من العوائل إلى اللجوء للعمل على تلك البرامج لتأمين مصروفها، دون الانتباه إلى خطورة قضاء ساعات طوال على الجوال، وإدمان ذلك والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية والعمل على أرض الواقع.

وحذر مختصون من أضرار تلك البرامج التي تعد مجهولة المصدر، تهدد خصوصية المتعاملين بها، وتستهدف بياناتهم، لأن غالبية تلك التطبيقات لا تستخدم برامج حماية عالية، ولا تعد مصدر أمن لبيانات المستخدم، ولا تحافظ على خصوصيته، إضافة إلى وجود ثغرات أمنية فيها تفسح المجال لشبكات النصب والاحتيال عبر شبكة الأنترنت، وبالتالي انتشار ظاهرة الابتزاز وغيرها من جرائم الإلكترونية خاصة أنه يتم التعامل مع أشخاص مجهولين وغير معروفين.