Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

إجراءات أمنية مشددة في ديرالزور.. ما السبب؟

SY24 -خاص

باشرت الأجهزة الأمنية في ديرالزور والريف المحيط بها بفرض إجراءات أمنية مشددة على المنطقة مؤخراً، وذلك عبر إغلاق عددمن الشوارع والأحياء السكينة ونشر المئات من عناصر المخابرات فيها بالإضافة إلى تشديد الرقابة على صالات الإنترنت والأسواق المحلية في بعض مدن وبلدات المنطقة واعتقال عدد من المواطنين دون توجيه أي تهم مباشرة لهم، وسط حالة من الخوف والتوتر يعيشها السكان.

الإجراءات الأمنية التي فرضها النظام جاءت عقب ظهور دعوات محلية للخروج في مظاهرات وصفوها بـ”السلمية” عند دوار”الحلوين” في حي القصور وسط مدينة ديرالزور، وذلك للاحتجاج على “الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه الأهالي وارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات الأساسية”، وللمطالبة بـ”تحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص عمل حقيقية لهم ورفع الأجور” وغيرها من المطالب الاقتصادية.

مراسلة منصة SY24 في ديرالزور قالت إن قوات النظام نشرت المئات من عناصرها في حي القصور وقامت باعتقال أحد الشبان عند دوار “الحلوين” بعد ضربه بشكل مبرح واقتياده إلى أحد الأفرع الأمنية، في حين تجنب الأهالي الذهاب إلى المنطقة التيمن المفترض أن تشهد مظاهرات خوفاً من تعرضهم للاعتقال منقبل أمن النظام الذي عمد على تفتيش الهواتف المحمولة للمارة والتدقيق على الهويات.

المراسلة قالت إن قوات النظام والميليشيات الإيرانية أعلنت فرض حظر تجوال جزئي في مدينة الميادين شرقي ديرالزور، وذلك خوفاً من اندلاع الاحتجاجات في المدينة وبالذات مع استمرار الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الإيرانية في المدينة وتكرار عمليات اغتيال عناصر تلك الميليشيات على يد مجموعات محلية مناهضة للوجود الإيراني والروسي في المنطقة.

في الوقت الذي شهدت فيه بلدات ريف ديرالزور الغربي تشديداً أمنياً من قبل قوات النظام وميليشيا الدفاع الوطني التي منعت تجمهر أكثر من خمسة أشخاص في مكان واحد، وطلبت من الأهالي البقاء في منازلهم قدر الإمكان وعدم التجمع في الساحات العامة والأسواق المحلية، والاستعداد للخروج في مسيرات مؤيدة لرأس النظام بشار الأسد في أقرب وقت ممكن.

“فرح الحسين”، طالبة في كلية الحقوق بجامعة الفرات بديرالزور، قالت إن “الوضع في المدينة بات لا يحتمل بسبب انعدام الخدمات الأساسية والغلاء الكبير الذي تشهده جميع السلع والبضائع التجارية، وخاصةً مع الهبوط الكبير في قيمة الليرة السورية ووصوله لحاجز الـ ١٧ ألف ليرة أمام الدولار الواحد، وفقدان بعض المواد الغذائية والأدوية بسبب احتكارها من قبل التجار المحليين”، على حد تعبيره.

وقالت في حديثها مع مراسلة منصة SY24 في المدينة: “الدعوات المحلية للخروج في مظاهرات بديرالزور لن تجدي نفعاً بسبب القبضة الأمنية المشددة التي تفرضها الأجهزة الأمنية المدعومة بالميليشيات الإيرانية والروسية والمحلية، والتي استنفرت كافة عناصرها في المنطقة وقامت بنشرها في الشوارع مدججين بالعصي والهراوات والأسلحة النارية لمواجهة أي احتجاجات محتملة حتى لو كانت تحمل أعلام النظام وصور رئيسه”.

وأضافت أنه “لم يعر أحد في المدينة أي اهتمام للدعوات التي أطلقت للتظاهر لعدة أسباب أهمها عدم ثقة الأهالي بتلك الدعوات وخوفهم من أن تكون فخاً أعدته الأجهزة الأمنية لاعتقال كل من يحاول انتقاد الأوضاع المعيشية في المنطقة، بالإضافة إلى أنها جاءت بشكل غامض ومن أشخاص لا يعرف توجههم السياسي ناهيك عن القبضة الأمنية المشددة التي تشهدها المدينة، ما دفع الجميع لعدم المشاركة بتلك الدعوات والبقاء في منازلهم”.

والجدير بالذكر أن مدينة ديرالزور، الخاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، تعاني من ظروف معيشية صعبة في ظل انعدام الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء وصحة وتعليم وفقدان معظم المواد والسلع التجارية وارتفاع أسعارها، وسط حالة من السخط والغضب يعيشها السكان مع مطالبات بتحسين وضعهم المعيشي وتأمين فرص عمل حقيقية للشباب وغيرها من المطالب الاقتصادية.