Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في دير الزور.. جنون الأسعار يهدد بحرمان الطلاب من الدراسة

SY24 -خاص

“الأوضاع الاقتصادية السيئة التي نعاني منها دفعتنا هذا العام للتوقف عن إرسال أطفالنا إلى المدرسة لأننا بتنا غير قادرين على تحمل تكاليف تعليمهم، وخاصةً فيما يتعلق بشراء القرطاسية اللازمة للدراسة”.

بهذه الكلمات وصفت السيدة “أم خالد” الوضع المعيشي السيء الذي يعاني منه سكان مدينة دير الزور في ظل ارتفاع الأسعار وتدني مستوى الأجور مقارنةً بها، ناهيك عن غياب فرص العمل الحقيقية لهم وغيرها من الأسباب الاقتصادية والمعيشية التي تعيشها المدينة وسكانها.

وفي حديثها مع منصة SY24 قالت السيدة “أم خالد”: “حاولنا قدر الإمكان إكمال تعليم أطفالنا ولكن الوضع الاقتصادي السيء الذي نعاني منه دفعنا هذا العام للتوقف عن إرسالهم إلى المدارس، لأننا أصبحنا غير قادرين على شراء القرطاسية اللازمة للدراسة بسبب ارتفاع أسعارها الجنوني وعدم قيام مديرية التربية بتوزيع القرطاسية في المؤسسات الاستهلاكية ونقاط بيع التجزئة”.

وأضافت أن “المنظمات الدولية لم تقدم هي الأخرى أي مساعدات لإنجاح العملية التعليمية في المدينة ولهذا بات الحل الأفضل بالنسبة لنا هو إخراج أطفالنا من المدرسة والزج بهم في سوق العمل، لتحسين الوضع المعيشي لنا وتوفير المزيد من الأموال لتغطية مصاريف وتكاليف الحياة في ظل حالة الغلاء الفاحش التي تشهدها مدينة دير الزور”.

وقال مراسل SY24 في دير الزور: إن “أسعار القرطاسية قد ارتفعت للضعف مع اقتراب دخول العام الدراسي الجديد، حيث بلغ سعر الدفتر الواحد بين 10 والـ25 ألف ليرة سورية، فيما وصل سعر القلم الواحد نوعية متوسطة لأكثر من 5 آلاف ليرة، فيما بلغ سعر الحقيبة الدراسية قرابة 100 ألف ليرة، بينما تراوحت تكلفة تجهيز الطالب الواحد للمرحلة الابتدائية أو الإعدادية أكثر من نصف مليون سورية”.

وأكد المراسل نقلاً عن مصادر متقاطعة، أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار القرطاسية يعود إلى قيام ميليشيا الفرقة الرابعة بفرض إتاوات مالية ضخمة على المستلزمات الدراسية القادمة من خارج المدينة، ما أجبر التجار المستوردين وأصحاب المكتبات على “رفع الأسعار لتغطية تكاليف نقلها وتحقيق مكاسب مالية تغطي خسائرهم المتكررة”.

“مازن الجاسم”، من أبناء حي الجورة ويعمل في مكتبة لبيع القرطاسية، ذكر أن “حركة البيع والشراء هذا العام ضعيفة جدًا مقارنةً بالأعوام الماضية، وذلك نتيجة غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف تجهيز الطالب الواحد من كتب ودفاتر وأقلام وألبسة مدرسية وغيرها من التجهيزات التي بلغت أكثر من نصف مليون ليرة سورية كحد متوسط، وهو مبلغ كبير جدًا بالنسبة للعائلات التي تمتلك أكثر من طالب”، على حد قوله.

وقال لمنصة SY24: إن “عدد كبير من العائلات اتجهت لشراء القرطاسية بالدين وهذا الأمر رفع تكاليف التجهيزات الدراسية بشكل كبير ولكنه خفف من الأعباء الفورية لهذا الأمر، بينما امتنع عدد آخر عن شراء القرطاسية وبادروا إلى إخراج أطفالهم من المدارس والزج بهم في سوق العمل، وبالذات طلاب المرحلتين الاعدادية والثانوية والتي تحتاجان إلى تجهيزات ومستلزمات دراسية أكبر من الابتدائية”.

وفي سياق متصل، فرضت مديرية التربية التابعة للنظام في دير الزور غرامات مالية كبيرة على الأهالي أثناء تسليم الكتب الدراسية المخصصة لهم من قبل المديرية، وذلك بحجة “سوء استهلاك وإتلاف بعض هذه الكتب وعدم الاعتناء بها”، وهذا ما نفاه عدد من الأهالي الذين اتهموا موظفي التربية بـ “الحصول على قسم من أموال الغرامات لصالحهم وعدم تقديم أي فواتير أو إيصالات دفع للأهالي”.

ويعاني قطاع التعليم في مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية في مدينة دير الزور من مشاكل عديدة تتمثل بعدم تقديم دعم للقطاع في المدينة منذ أكثر من 10 سنوات، بالإضافة إلى الفساد والمحسوبية المستشرية بين موظفيها، والأوضاع المعيشية السيئة التي يعاني منها الأهالي، والتي دفعت العديد منهم لإخراج أطفالهم من المدرسة والزج بهم في سوق العمل بهدف تحسين وضعهم الاقتصادي.”