Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

التعليم في درعا: طلاب بلا معلمين ومدارس بلا مقاعد

SY24 -خاص

أرخى الوضع الاقتصادي المتردي ثقله على الواقع التعليمي في محافظة درعا، حيث استقبل طلابها الموسم الدراسي الجديد هذا العام، دون وجود مدرسين في معظم المدارس، فضلاً عن عدم وجود مقاعد دراسية للطلاب والتي عجزت مديرية التربية عن توفيرها لكثير من المدارس في المنطقة، حسب ما رصدته منصة SY24.

وقال مراسلنا إن “كثيراً من المعلمين يعتمدون على أنظمة الوكالة أو الساعات في التدريس، ولكن هذا العام لم يقدموا أوراقهم إلى مديرية التربية في درعا، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي تعيشها المنطقة بشكل عام”.

على خلفية ذلك، حاول وجهاء المناطق في المحافظة البحث عن حلول لمسألة نقص الكوادر التعليمية في المدارس، من خلال إقناع الخريجات الجامعيات بالتدريس ضمن المرحلة الابتدائية، بسبب وجود عدد كبير من الطلاب، وذلك عن طريق مساعدة مجلس الأعيان براتب إضافي يتم جمعه من المغتربين.

في حين أكد عدد من الأهالي أنه في حال عدم توفر مادة المازوت هذا العام في فصل الشتاء فلن يرسلوا أبناءهم إلى المدارس حتى لا يصابوا بالأمراض، وسيكتفون بتدريس أبنائهم على نفقتهم الخاصة.

وأظهرت صور التقطها عدسة SY24 جلوس عشرات الطلاب في أرض الغرف الصفية التي كانت خالية من المقاعد وغير مهيأة لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسي الجديد.

وفي ذات السياق، تحدث إلينا عدد من المعلمين عن معاناتهم في تأمين احتياجات أسرهم اليومية، وسط تدني الراتب الوظيفي، إذ تصل تكلفة تأمين البنزين للذهاب إلى المدرسة أكثر من الراتب الشهري، ما جعل عدد منهم يتخلى عن مهنة التعليم إلى مهن أخرى وأعمال حرة.

يقول أحد المدرسين لمراسلنا: إنه “يحتاج إلى قرابة 10 لتر بنزين شهرياً للذهاب إلى المدرسة والعودة إلى منزله، في حين أن راتبه لا يكفيه ثمن تنقلاته، مؤكداً عزمه على ترك التعليم والبحث عن وظيفة أخرى، ليكون مثل عدد كبير من زملائه  الذين لجؤوا إلى الأعمال الحرة.

كذلك الأمر بالنسبة للمدرسات حيث أصبح تأمين الألبسة الدراسية لهن أمراً بالغ الصعوبة، بسبب تدني الراتب الشهري، الذي لا يكفِ لثمن لباس واحد فقط، ما جعل عدد منهن يلجأن إلى الدروس الخاصة، والمتابعة اليومية للطلاب في منازلهن بأسعار متفاوتة تبدأ من 50 ألف للطالب وصولاً إلى 200 ألف ليرة سورية.

في حين اشتكى عدد من الأهالي من ارتفاع أسعار الدروس المتابعة الخصوصية، والتي أصبحت عبئاً كبيراً عليهم، وجعل الوصول إلى التعليم بشكل مجدي مقتصراً على فئة معينة من الأهالي وخارج القدرة المادية للكثيرين.