Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

بعد انقطاع 11 عام عن التعليم.. شابة تحجز مقعدها الجامعي في إدلب 

SY24 -خاص

مواجهة المصاعب في حياتها دفعتها باتجاه التحدي والنجاح، رغم جميع الظروف القاهرة التي عاشتها من حرب وقصف وحصار وجوع انتهى بالتهجير، كل هذه الأمور صنعت من الشابة “صفا البدر” 28 عاما، ابنة الغوطة الشرقية، سيدة قوية وقادرة على مواجهة الحياة بأحلام وطموحات عدة.

بعد 11 عام من تخلي “صفا” عن دراستها في مرحلة الثانوية بسبب الحرب التي شنها النظام ضد أهالي الغوطة، وجعلت كثيراً من الطلاب يتركون دراستهم، بسبب استهدف النظام للمدارس والمنشآت التعليمية بشكل مباشر.

“صفا” واحدة من آلاف الطلاب الذين تركوا أحلامهم الدراسية بسبب ظروف الحرب، لتجد نفسها بعد عدة سنوات زوجة رجل معتقل، لاتعرف مصيره إلى اليوم وأم لثلاثة أطفال، وامرأة وحيدة تعيش مع أطفالها في الغوطة بعد تهجير أهلها وذويها باتجاه الشمال السوري.

واجهت الشابة أحلامها وطموحاتها بتأجيل مستمر، إلى أن حان وقت الدراسة والعمل، تقول في حديثها إلينا: إنها “لم تتخلى يوماً عن حلم إكمال تعليمها ولاسيما أنها كانت من المتفوقات في المدرسة”.

“صفا” الأم، والزوجة التي تنتظر زوجها المعتقل إلى اليوم، كانت تخشى من الفشل بعد أن فكرت بالعودة إلى الكتب والدراسة، بعد انقطاع 11 عام عن التعليم، وحملها مسؤولية نفسها أولا وأولادها ثانياً في ظل غياب الزوج والمعيل، لتبدأ رحلة الدراسة المتواضعة من المنزل، دون قدرتها على التسجيل في أي معهد خاص، أو خضوعها لدروس خاصة مثل كثير من الطلاب، إنما اعتمدت على أحد المبادرات التعليمية عن طريق الانترنت (مسارات)، عن طريق هاتف والدتها المحمول.

تقول “صفا” إنها واجهت صعوبات كثيرة في فهم المنهاج كونها انقطعت مدة طويلة عن التعليم، ولاسيما أنها تدرس وحدها، لكن المبادرة ساعدتها كثيراً في شرح المنهاج وتنظيم وقتها، فضلاً عن تشجيع عائلتها، وصديقاتها لها بشكل دائم.

من بين التحديات المادية التي واجهتها الشابة، هو الدراسة عن طريق الانترنت، بسبب رداءة الشبكة العنكبوتية، وانقطاع الاتصال كثيراً أثناء حضور الدرس، وانتهاء شحن الهاتف المحمول وغيره من الصعوبات التي كانت تواجهها بقهر وصبر في آن واحد.

تقول: “لقد مرت لحظات من التعب والكآبة والإحباط جعلتني أفكر في التخلي عن حلمي خوفاً من الفشل مرة أخرى، إلا أن هذه الوسوسات سرعان ما كانت تختفي بمجرد النظر في عيون أطفالي وإحساسي بالمسؤولية تجاههم، ورغبتي بتأمين مستقبل أفضل لهم”.

انتهى الامتحان، وحان موعد النتائج، لتحصد صفاء ثمرة تعبها، في لحظة طال انتظارها، تقول إنها شعرت بسعادة لا توصف، بعد أن حققت نجاحاً بتفوق عالي وبمعدل يؤهلها لدخول أي فرع جامعي، بعد تعب وجهد وصبر طيلة العام الماضي، واليوم تكمل حلمها بتقديمها على مفاضلة التعليم الجامعي، ورغبتها بدراسة فرع  الصحافة والإعلام.