من العزلة إلى التعليم.. جهود تطوعية تعيد الأمل لفئات محددة في إدلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

أكثر من عام ونصف على افتتاح مركز “خطوة أمل التعليمي” الذي يعنى بتعليم وتأهيل فئات محددة من الأطفال بالمجتمع في مدينة إدلب، ويهتم بالدرجة الأولى بالأطفال فاقدي الأطراف من مصابي الحرب والتشوهات الخلقية، وبالدرجة الثانية بأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والشلل الجسدي، وأخيراً بالأطفال الأيتام.

إذ تركت الحرب في السنوات العشر الماضية آلاف الإصابات الحربية، والأطفال الأيتام، وأدت إلى وجود فئة كبيرة سواء من فاقدي الأطراف، ناهيك عن التشوهات الخلقية بسبب استخدام الأسلحة المحرمة دولياً من قبل النظام على المدنيين، لتصبح هذه الفئات الأكثر ضعفاً واحتياجاً إلى الاهتمام الطبي والعلمي في الشمال السوري.

واستطاع مركز “خطوة أمل” بجهود فردية وبشكل تطوعي من توفير مكان يجمع اليوم قرابة 120 طفل من الفئات المذكورة، يقدم لهم خدمات عدة وبشكل مجاني في سبيل دمجهم في المجتمع وتحفيزهم على مواجهة إعاقتهم وظروفهم الخاصة بقوة وإنجاز ونجاح حسب ما أكدته لنا “مروى عوض” مديرة المركز.

وقالت في حديثها إلى مراسلتنا: إن “المركز يقدم برامج التعليم والتأهيل وإعادة الدمج، وفق منهج مدروس يعتمد على التعليم الذكي فالطفل يشاهد ويقرأ ويبدع، إذ أن جميع الأطفال بالمركز سليمين دماغياً، وساعد وجود ودمج الأطفال الأيتام المعافين مع المصابين في تسهيل المهمة والاندماج بالمجتمع” .

وأشارت “عوض” أن طفل ذوي الاحتياجات الخاصة عانى من العزلة الاجتماعية، والتهميش والأذى النفسي والجسدي وكان من الصعوبة دمجه مع طفل سليم في مدرسة عامة وكانت درجة معاناتهم كبيرة، إذ يقوم المركز على تقديم الحب والرعاية للأطفال وإحساسهم بأهميته في المجتمع وإيمانهم بأنفسهم وقدراتهم رغم الإعاقة، عن طريق تنمية مهاراتهم وصقلها.

تقول “عوض” إن الفكرة من وجود الطفل اليتيم مع الطفل المصاب هو عنصر مشترك وهو الفقد سواء كان في الأطراف أو الأعضاء الجسدية لدى المصابين، أو فقد الاب او الأم لدى الأيتام، ما يجعل الطرفين يشعرون ببعضهم ويكمل بعضهم الآخر، تخبرنا أنهم في المركز لاحظوا اندفاع كبير من الأطفال لحب التعلم والتعاون وتحويل النقص والألم إلى عطاء ونجاح وأمل فالتحدي يصنع المعجزات حسب قولها.

وعن الصعوبات التي واجهت المركز منذ تأسيسه في شهر أيار من العام الماضي، تخبرنا المديرة أن أبرز التحديات هو العمل التطوعي، وعدم تقديم الدعم والاهتمام من قبل المنظمات الإنسانية الناشطة في مجال الطفولة أو الأشخاص المصابين وذوي الاحتياجات الخاصة رغم أنه المركز الأول في المنطقة الذي يهتم بالأطفال كالتعليم والتأهيل والدمج إضافة إلى تقديم العلاج الفيزيائي للمصابين.

تعبر السيدة “مروة” عن حبها للعمل التطوعي في سبيل خدمة الأطفال وهذه الفئات الضعيفة والمهمشة بالمجتمع تقول إنها كرست نفسها للعمل الإنساني وخاصة أن المنطقة تغص بالحالات المصابة والأطفال الأيتام، وذوي الإعاقة الجسدية سواء الخلقية أو المكتسبة من ظروف الحرب والقصف.

تقول: إن “كل المصاعب والمتاعب تهون عند رؤية الإنجاز والمستوى الذي وصل إليه الأطفال خلال فترة زمنية قصيرة، فالطفل اليوم قادر على القراءة والكتابة وتميز الأحرف والكلمات الإعراب، وتمكنا من محو أمية الأطفال المنقطعين عن التعليم بشكل كامل”.

حيث لاقى المركز تشجيعاً كبيراً من الأهالي، وإقبال كبير على التسجيل، وصل العدد إلى مئة طفل في هذه الفترة القصيرة، وأصبحت المسؤولية أكبر والمهمة أصعب والطموح أعلى، رغم صغر مساحة المركز وقلة دعمه الجهود التطوعية المبذولة فيه من خلال كوادر متخصصة.

مقالات ذات صلة