Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

حاجة ملحة للدعم النفسي لمصابي الحرب والكوارث في الشمال السوري 

SY24 -خاص

في سبيل وصولهم إلى مرحلة التعافي النفسي، تحتاج  فئة المصابين/ات سواء بالحروب أو الكوارث الطبيعية مثل الزلازل وانتشار الأمراض والأوبئة، إلى دعم نفسي كونهم الفئة الأكثر تضرراً، كما يحتاجون وقتاً وعدداً من جلسات معينة من الدعم النفسي وبرامج بناء القدرات وخاصة للنساء والأطفال.

على خلفية ذلك، تنشط برامج الدعم النفسي في شمال غربي سوريا من قبل فرق إنسانية، تبذل جهوداً مشتركة من العمل لتقديم خدمات الدعم النفسي ولاسيما للنساء الذين تأثروا بشكل مباشر بالأزمات والكوارث.

مراسلتنا التقت السيدة “صفاء كامل” منسقة فريق “كي لا يمحى الأثر”، وهو فريق نسائي يعمل في الشمال السوري على مشاريع خاصة بالنساء والأطفال، مركزه مدينة عفرين في ريف حلب، بالإضافة إلى عمله في مجال بناء السلام و السلم الأهلي و التماسك المجتمعي، و حملات الحشد والمناصرة منها حملة حقوق المرأة العاملة، و حملات توعية قانونية للنساء، كما نشط في الاستجابة لمتضرري الزلزال شباط  مطلع العام الجاري.

تقول “صفاء” في حديثها إلينا: إن “الضرر النفسي الذي طال جميع فئات المجتمع في الفترة التي أعقبت الزلزال  دفعت الفريق لبدء مشروع دعم نفسي شمل كافة الفئات (نساء و رجال و أطفال) وانطلق في تقديم جلسات الدعم النفسي من خلال جولات ميدانية لمناطق ومخيمات متضرري الزلزال بين عفرين و جنديرس آنذاك.

وإلى اليوم تستمر تلك الجلسات بالتعريف بالمشاعر و زيادة مهارات التواصل والتفاعل و تقبل الواقع و العمل على رسم توقعات إيجابية عن المستقبل، وتتضمن نشاطات ترفيهية يشارك فيها جميع الأطفال كالرسم الحر و الرسم على الوجوه و القفز و البراشوت و الكرات و شد الحبل و شبكة العنكبوت بحيث تعزز قيم التعاون و التواصل فيما بين الأطفال، وهذه كلها كفيلة بتحسين نفسية الأهالي ووصولهم إلى مرحلة التعافي النفسي وتجاوز الأزمات.

كما تخبرنا المنسقة أن المشروع يتضمن أنشطة ترفيهية في المسابح صيفاً و في صالات ترفيهية شتاءً، ومسابقات و جوائز مادية و عينية، فضلاً عن إقامة زيارات إلى معارض و نوادي رياضية.

ومن أولويات الفريق الاهتمام بفئة المصابين/ت، وإعادة دمجهم و تفاعلهم في المجتمع بشكل أكبر، إضافة إلى تحويل  الحالات من ذوي الاحتياجات الخاصة،

إلى مراكز خاصة موجودة في المنطقة لتتم رعايتهم وكفالتهم فيها.

إذ يعد الدعم النفسي أولوية في الوضع السوري الراهن بين الحرب وويلاتها و الزلزال و الأضرار التي خلفها من أهم البرامج والخدمات المقدمة للأهالي في المنطقة ولاسيما التي تستهدف النساء كونها الفئة التي تتأثر بشكل أكبر بالأزمات، وتعاني من الوضع السيء في المخيمات و تحمل أعباء إضافية.

مع غياب القدرة على إعادة تأهيل جميع المنازل التي تعرضت للتصدع بفعل الزلزال، ما يزال عدد كبير من الناس يعيش في مخيمات لجوء مؤقتة، ليس فيها  مقومات الحياة الآمنة والكريمة  التي لا تق حر الصيف ولا برد الشتاء و لا تتوفر فيها مقومات أساسية، مايزيد من الضغوط الحياتية على النساء ويجعلهن عرضة للاكتئاب والأمراض النفسية.

 لذا قام الفريق بالاجتماع مع رابطة مصابات الحرب، لتحديد الأولويات التي يجب العمل عليها معهم، ليعودوا أشخاص فعالين في المجتمع من خلال برنامج بداية الدعم النفسي و من ثم برنامج لبناء القدرات.

حيث تركز جلسات الدعم النفسي الاجتماعي، على ضرورة تعلم كيفيّة العناية بالذات، وأهمية الصحة النفسية والجسدية للنساء، مما ينعكس إيجاباً على أنفسهن والأشخاص المحيطين بهن من عوائلهن وأصدقائهن.

وكذلك تهدف إلى تعزيز الوعي العاطفي للأطفال،  حيث ينظم الفريق جلسات  مميزة تحت عنوان “مشاعري”، يتعلمون فيها التعامل مع مشاعرهم والتعبير عنها بطرق صحية وتنمية قدرتهم على ضبطها والتحكم بها.

يذكر أن  أهمية العلاج النفسي وعيادات الصحة النفسية زادت عقب الزلزال بسبب  الصدمة والاضطرابات النفسية التي تعرض لها عدد كبير من الأهالي، لفقدان ذويهم أو أبنائهم، إذ باشرت الفرق النفسية التابعة للمنظمات الطبية الإنسانية العاملة في الشمال السوري، جولاتها الميدانية على مراكز الإيواء، والمخيمات والمناطق السكنية أيضاً في جميع المناطق ، لتقديم الإسعاف النفسي الأولي للأهالي الناجين من الزلزال ولاسيما الأطفال.