Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

توترات متزايدة في إدلب.. تحليل للأوضاع الأمنية والسياسية الحاصلة

خاص- SY24

حذّرت مصادر من الشمال السوري من أن هيئة تحرير الشام تسعى للحصول على اعتراف بها من الفصائل الأخرى في المنطقة، لتقوم بعدها بتحرك أكبر تفرض من خلاله سيطرتها الكاملة على المنطقة.

وأرجعت المصادر المحلية سبب مخطط الهيئة وما تفكر به هو “المعابر”، إذا إنها تريد حصة من كل المعابر في الشمال وأن “الرفض يعني الحرب”.

ولفتت إلى أن شمال حلب يشهد صراعاً وتوترات واضحة بسبب ما يخطط له الجولاني، وسط حالة من عدم الاستقرار تشهدها المنطقة منذ عدة أيام.

وقال ناشط سياسي من محافظة حلب لمنصة SY24، “أعتقد أن هيئة تحرير الشام ما زالت استراتيجيتها تنطلق من مبدأ الهيمنة على المناطق المحررة بالوسائل المتاحة سواء كانت شرعية أو عدمه، وبالتالي التوغل اليوم في ريف حلب مبني على ذات المنطلقات ويأتي بالتزامن مع القصف المستمر في ريف إدلب الجنوبي ومحيط سرمين بالقرب من مركز محافظة إدلب، وبالتالي الهيئة تبحث عن البقاء لأطول فترة ممكنة بعيدا عن كل المبادئ التي تروج لها للعبث في عقول العنصر الشبابي والبسطاء من الذين تزج بهم في المعركة”.

وأضاف “لكن المتغير اليوم واللافت هو تحركات الجيش التركي وقطعه للطرق الرئيسية المؤدية للمدن والبلدات في ريف حلب، والتي تحاول أن تسلكها هيئة تحرير الشام في محاولة توغلها في المناطق المحررة”.

وتابع “أعتقد بأن الجانب التركي لا يرغب بوسم المنطقة بهيمنة الهيئة نظرا للتداعيات المحتملة على الأقل في هذه المرحلة، ريثما يتم ترتيب البيت الداخلي للجيش الوطني والخلاص من مسألة الاستفزازات التي تقوم بها حركة أحرار عولان (الشام)، وتداعيات استثمارها كقاعدة انطلاق عبثية لاستهداف فصائل الجيش الوطني، لا سيما مكونات الفيلق الثالث (جيش الإسلام والجبهة الشامية) الرافضين وصول الهيئة للمنطقة، وخلافهم مع الفكر البراغماتي الذي يحمله زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني، وهم يدركون بأنهم سيكونون الهدف الأول، خاصة وأن قتالهم للهيئة مبني على خلاف عقائدي وفكري ينطلق من مبدأ منع هيمنة الهيئة التي تسببت في تسليم المناطق للنظام السوري ولم تحرر شبرا، وإنما استخدمت المحرر للمقايضة ولتحقيق المكاسب في الملفات التفاوضية، مقابل البقاء إلى أطول فترة ممكنة في ظل الفوضى التي ترافق وجودهما على الساحة”.

ووسط كل ذلك، تتعالى أصوات الجيش الإلكتروني التابع للهيئة، وذلك للترويج بأن “الهيئة هي أفضل من يحكم المحرر في الشمال السوري بدلا من الفساد والفاسدين”، حسب وصفهم.

كما بدأ الترويج بأن المساعي لتفكيك الهيئة أمر خاطئ كونها الأقوى تنظيميا، والمزاعم بأن تفكيك الهيئة سيؤدي إلى وجود فصائل مفككة ومشرذمة في الشمال السوري، وسترجع الفصائلية وكل فصيل سيضرب الآخر، وفق وجهة نظرهم.

من جهته يرى مركز “كاندل” للأبحاث في تقدير موقف نشره قبل أيام، أن “عملية تفكيك هيئة تحرير الشام ليست بالمستحيلة كما يروّج قياداتها وعناصرها، وليست بالسهلة كما يظن خصومها، ولكنّ من الموكّد أنّها حتميّة وآتية لا محال”.