Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مركز وحيد لرعاية أطفال التوحد في إدلب.. تحديات وإنجازات

SY24 -خاص

إهمال واضح يعانيه الأطفال المصابين بمرض التوحد في محافظة إدلب، جراء النقص الواضح في عدد مراكز الرعاية، وعدد الأطباء المختصين، باستثناء “مركز مبدعون لتأهيل أطفال التوحد”، وهو المركز الوحيد القائم على الجهود الفردية التطوعية دون دعم من أي جهة أو منظمة إنسانية.

وأثرت الحرب في السنوات السابقة على كثير من المراكز الطبية والخدمية التي كانت في المنطقة، وبقي عدد كبير من المرضى ولاسيما أطفال التوحد بدون رعاية طبية.

ويعرف مرض التوحد علمياً بـ “اضطراب النمو العصبي”وهو حالة شاذة تخلق مشكلة رئيسية في الدماغ النامي، وتتسبب في تأخير أو تحريف أنماط مهارات الطفل النمائية، والمهارات الحركية أو اللغوية أو مهارات التعلم أو المهارات الاجتماعية، حسب ما أكدته الدراسات.

مراسلة SY24 التقت مديرة المركز “هبة كادك” للحديث عن الصعوبات التي تواجه المركز وأهمية وجوده في المنطقة كونه الوحيد الذي يخدم الأطفال المرضى من خلال تقديم الرعاية النفسية والصحية والاجتماعية والسعي إلى دمج أطفال التوحد في المجتمع لتحقيق التكيف الاجتماعي والسلوكي فضلاً عن تطوير قدراتهم و مهاراتهم وتنميتها كالرسم والمشاركة في المسابقات الرياضية، إلى جانب تمارين اللسان والشفاه لمساعدتهم على النطق.

قالت في حديثها إلينا: إن “المركز يضم حالياً خمسين طفل، من عمر 2 _ 15 عام، بوجود كادر متخصص بجهود تطوعية، كما يقدم المركز خدماته بشكل مجاني بالكامل، مؤكدة أن من ضمن الكادر، أخصائية نطق وأخصائية توحد، أخصائية صعوبات التعلم، مع وجود مساعدة لكل مختصة إضافة إلى معالج فيزيائي”.

إذ يعاني الأطفال المصابين بمرض التوحد، من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية أساسية، في العلاقات الاجتماعية المتبادلة، اللغة، والسلوك ويعمل المركز على تدريب الأطفال وتأهيلهم ضمن برامج خاصة بأطفال التوحد بحيث يصبح جزء منهم أكثر قدرة واستعداد على الاختلاط والاندماج في البيئة الاجتماعية المحيطة به.

وأشارت المديرة أن قسماً من الأطفال يتعلمون بسرعة، لكنهم يعانون من مشاكل في التواصل أو تطبيق الأمور التي تعلموها في حياتهم اليومية، وكذلك التأقلم مع محيطهم الاجتماعي، وقسم آخر، بطيئون في تعلم معلومات ومهارات جديدة، وتتوفر لديهم مهارات فريدة، تتركز في مجالات معينة، كالفن، أو الرياضيات أو الموسيقى والرسم.

وهنا يبرز دور الأهل الإسراع في تقديم العلاج بعد ملاحظة أعراض التوحد لدى الطفل وتشخيصها يجب العمل على تعديل سلوكه وتنمية قدراته العقلية والإدراكية والجسدية، حيث أكدت الدراسات الطبية أن التأخر في ملاحظة العائلة للأعراض التي تظهر على أطفالهم المصابين بالتوحد يسهم بشكل مباشر في سوء وضعهم بمرور الوقت.

غير أن اعتماد المركز على الجهود التطوعية الفردية، دون تقديم الدعم اللازم والاهتمام من قبل أي جهة إنسانية جعله  يقتصر في تقديم خدماته على عدد محدد من الأطفال، في ظل عدم إيلاء هذه الشريحة الاهتمام الكافي من قبل المسؤولين في المنطقة، كما يواجه الأطفال ذوي الإعاقة صعوبات كبيرة في مخيمات النزوح، وتكون الحياة أكثر صعوبة وقسوة.

من الجدير بالذكر أنّ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة في المخيمات شمال سوريا، بلغ 73 ألفاً و188 بحسب فريق “منسقو استجابة سوريا” حتى تاريخ 4 كانون الثاني من العام الحالي، وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن شخصاً واحداً من كل 270 شخصاً يعاني من اضطرابات طيف التوحد، وتمثل هذه التقديرات رقماً متوسطاً ويتفاوت معدل الانتشار بدرجة كبيرة بين الدراسات.