Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

في الرقة.. زيادة العمالة المنزلية تعكس حاجة السكان إلى فرص العمل

SY24 -خاص

“وضعي الجسدي والصحي لم يسمحا لي بالانخراط في سوق العمل الحقيقي، ولهذا اتجهت للعمل كمربية أطفال في منزل إحدى عائلات المدينة مقابل مادي جيد نسبياً وظروف عمل أفضل بكثير من ظروف العمل في المحال التجارية أو الأراضي الزراعية”.

بهذه الكلمات عبرت الشابة “عبير الأحمد” عن سعادتها كونها وجدت فرصة عمل جيدة نسبياً مقارنةً بزميلاتها وصديقاتها اللاتي انخرطن في سوق العمل مؤخراً، سواءً بالعمل بحصاد القطن وبقية المحاصيل الموسمية أو في المحال التجارية والورشات الصناعية الصغيرة التي تعتبر ظروف العمل بها صعبة جداً مقارنةً بغيرها من الأعمال والمهن.

وفي حديثها مع منصة SY24 قالت: “تعرضت للإصابة أثناء القصف الذي شهدته المدينة قبل عدة سنوات، ومع أنني أكملت تعليمي إلى المرحلة الثانوية غير أنني لم أستطع إيجاد فرصة عمل جيدة تناسبني، ولهذا السبب اتجهت للعمل كمربية أطفال لدى إحدى العائلات الميسورة في منطقتنا مقابل راتب شهري جيد نسبياً وبعض الأشياء الأخرى مثل الألبسة والطعام وغيرها من الأشياء التي تقدمها هذه العائلة لي بشكل مستمر”.

وأضافت “اتجهت الكثير من الشابات والسيدات للعمل في منازل العائلات الميسورة بمدينة الرقة وخاصةً الذين لم يستطيعوا إيجاد فرص عمل حقيقية أو لا يملكون مؤهلات دراسية متقدمة، بالإضافة إلى عدم وجود أي واسطة تسمح لهم بالعمل ضمن مؤسسات الإدارة الذاتية أو في المنظمات المحلية العاملة في المنطقة، إذ تنقسم أعمالهم بين مربيات أطفال أو  خادمات يقمن بأعمال التنظيف والطبخ وغيرها من المهام اليومية، مقابل رواتب تعتبر جيدة مقارنةً بغيرها من المهن والأعمال”.

وتعاني العديد من السيدات في مدينة الرقة من ظروف اقتصادية ومعيشية سيئة وخاصةً من فقدوا معيلهم أثناء المعارك التي شهدتها المنطقة قبل عدة سنوات، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة وغياب فرص العمل الحقيقية وانخفاض الأجور وارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية ما انعكس بشكل كبير على طبيعة الحياة في المدينة، ما دفع العديد من السيدات للبحث عن فرص عمل في منازل العائلات الميسورة التي تستطيع تقديم رواتب شهرية لهم.

الصحفي السوري “محمد الجاسم” قال في حديثه مع مراسل منصة SY24: إن “ارتفاع معدلات العمالة المنزلية مرتبط بالأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعاني منها السكان في جميع مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى اتجاه العديد من السيدات للعمل واضطرارهم للبقاء ساعات طويلة خارج المنزل ما دفعهم لترك أطفالهن مع المربيات أو الخادمات، وخاصةً السيدات اللاتي يعملن في المنظمات الدولية والمحلية، حيث يتقاضون رواتب شهرية مرتفعة وبالدولار الأمريكي قادرة على تغطية تكاليف المربيات”، على حد تعبيره.

وأضاف “لم يتم تسجيل أي حوادث تتعلق بالعنف والاعتداء على العاملات والمربيات في المنازل في جميع مدن وبلدات شرقي سوريا، وذلك يعود لطبيعة تكوين المنطقة والعادات والتقاليد والأعراف التي تمنع تلك العائلات من استغلال الخادمات أو الاعتداء عليهم، ولهذا فإن مثل هذه الوظائف أصبحت تدر مبالغ مالية جيدة على السيدات وخاصةً النازحين المقيمين في المخيمات العشوائية، و اللاتي يبحثن عن أي فرص عمل تمكنهم من الخروج للسكن في منازل حقيقية وترك خيمهم التي لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف”.

وكان سوق العمل في مدينة الرقة قد شهد إقبالاً كبيراً من السيدات والفتيات للعمل فيه خلال السنوات الماضية، وذلك بسبب عدة عوامل أهمها الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها السكان ومحاولة العديد من السيدات إثبات وجودهن وتميزهن في سوق العمل وقدرتهم على منافسة الرجال في العديد من المهن والتفوق عليهم في بعض الأحيان.