Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كارثة إنسانية تهدد الأطفال في ديرالزور.. كيف يمكن التصدي لها؟

SY24 -خاص

قالت مصادر طبية في مدينة دير الزور إن ثلاثة أطفال قد فارقوا الحياة بسبب تعاطيهم جرعة زائدة من المواد المخدرة، فيما لا يزال أربعة آخرون يقبعون في وحدة العناية المشددة، وسط حالة من الدهشة لدى ذويهم الذين أكدوا أن أطفالهم لم يكونوا يملكون أي سجل جنائي ولم تكن لديهم دوافع لتعاطي المواد المخدرة.

تعتبر مدينة دير الزور من بين المدن السورية التي تشهد انتشارًا كبيرًا لظاهرة تعاطي المواد المخدرة بين الأطفال دون سن الثامنة عشرة، وذلك بجميع أنواعها، وخاصةً مادة الحشيش والحبوب المخدرة مثل الكبتاغون وغيرها من الأصناف، يعزى ذلك جزئيًا إلى تداعيات الحرب التي شهدتها المدينة في السابق وأدت إلى مقتل العديد من المدنيين، ومع استمرار وجود الميليشيات الإيرانية والميليشيات المحلية واستخدام المدينة كمركز لتوزيع المواد المخدرة في المنطقة الشرقية وتصديرها إلى العراق عبر المعابر البرية التي تسيطر عليها هذه الميليشيات، فإن المشكلة تتفاقم.

تزداد معاناة الأطفال في المدينة بسبب الوضع المعيشي الصعب، حيث يجد العديد من الأهالي أنفسهم مضطرين لإخراج أطفالهم من المدارس للعمل والمساهمة في توفير احتياجات الحياة، هذا ما يجعل الأطفال أكثر عرضة لظاهرة تعاطي المواد المخدرة، مع غياب الرقابة الكافية والاهتمام بشؤونهم من قبل أهلهم.

مراسل منصة SY24 نقل عن مصادر طبية أن عدد الأطفال الذين يراجعون المستشفى نتيجة تعاطي كمية زائدة من المواد المخدرة أو الكحول قد ارتفع خلال السنوات الخمس الماضية بأكثر من أربع مرات، وذلك برغم التحذيرات التي أصدرتها منظمات تابعة للأمم المتحدة والتي دعت حكومة النظام إلى تشديد الرقابة على بيع المواد المخدرة والكحول للأطفال ومحاسبة مروجي هذه المواد.

“عدي المحمد”، من سكان حي القصور في دير الزور، أشار إلى أن العديد من الأطفال الذين يعملون في مجالات شاقة مثل الصناعة أو البناء أو محطات الوقود يتعاطون المواد المخدرة بجميع أنواعها، وخاصةً الحشيش المخدر وحبوب الكبتاغون التي تعتبر أكثر الأمور توافرًا ورخصًا في المنطقة، هؤلاء الأطفال يجدون في هذه المخدرات ملاذًا من ضغوط العمل ومشاكل الحياة اليومية.

وأضاف “عدي المحمد” أنه في الفترة الأخيرة، قام عدد كبير من تجار المخدرات بالاستفادة من أطفال الشوارع والأطفال المشردين في تجارة المواد المخدرة، قاموا بإجبار هؤلاء الأطفال على تعاطي المخدرات، ثم دفعوهم للعمل لديهم مقابل مبالغ يومية. وتعرض العديد من هؤلاء الأطفال للاستغلال الجنسي والاعتداء من قبل هؤلاء التجار الذين يعملون أيضًا كأفراد في الميليشيات المسلحة الموالية للحكومة.

يجدر بالذكر أن مدينة دير الزور أصبحت مركزًا لتصدير الشحنات المخدرة إلى دول الجوار، حيث تجمع هذه الشحنات في مخازن تسيطر عليها ميليشيا الفرقة الرابعة، قبل أن يتم نقلها إلى العراق عبر المعابر البرية بالتعاون مع ميليشيات الحشد الشيعي العراقية والميليشيات الإيرانية، كما يتم نقل كميات كبيرة من المخدرات إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عبر معابر نهرية غير شرعية تديرها ميليشيا الفرقة الرابعة، ويتم توزيع هذه المخدرات في مدن شمال شرقي سوريا ونقلها إلى مناطق شمال غرب سوريا ومنها إلى تركيا.