Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ارتفاع معدلات إصابة الأطفال بسوء التغذية في مخيمات الرقة

SY24 -خاص

شهدت المستشفيات والمراكز الصحية في مدينة الرقة زيادةً واضحة في عدد مراجعات الأطفال المصابين بسوء التغذية وخاصةً القادمين من المخيمات العشوائية المنتشرة في محيطها، وسط مناشدات بضرورة توفير الغذاء الكافي لهؤلاء الأطفال حفاظاً على سلامتهم وسلامة نموهم الطبيعي مع توفير المزيد من الرعاية الصحية لهم.

مراسل منصة SY24 أكد أن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها قاطنو المخيمات العشوائية في محيط مدينة الرقة ترافقت مع ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض سوء التغذية لدى الأطفال وخاصةً الرضع، وذلك لعدم قدرة الأهالي على توفير الغذاء المناسب والكافي لأطفالهم بالإضافة إلى ارتفاع أسعار حليب الأطفال القادم من خارج المنطقة وصعوبة تأمينه وعدم وجود أي بديل محلي له.

المراسل نقل عن مصدر طبي في مستشفى الرقة المركزي قوله إن عدد الأطفال المصابين بأمراض سوء التغذية الحاد والعادي ازداد مؤخراً مع نقص كبير في المعدات الطبية والأدوية اللازمة لمعالجة هذه الأمراض، ناهيك عن عدم توفر كادر طبي كافي ومختص قادر على استقبال المزيد من المرضى، وخاصةً أن قاطني المخيمات العشوائية غير قادرين على مراجعة المراكز والعيادات الخاصة لارتفاع أسعار المعاينة فيها.

“أم أحمد”، سيدة من أهالي ريف حلب وتعيش في مخيم سهلة البنات بريف الرقة، قالت إن “عدداً لا بأس به من أطفال عائلتها أصيبوا بسوء التغذية الحاد، وذلك لاقتصار طعامهم على نوع أو اثنين من البقوليات الرخيصة مثل البرغل والفاصوليا وبعض أنواع الخضار مع غياب شبه تام للحوم والدجاج والسمك والفواكه وغيرها من لعناصر المغذية، ناهيك عن عدم قدرة الأهالي على شراء حليب الأطفال بسبب غلاء ثمنه”، على حد قولها.

وفي حديثها مع مراسل منصة SY24 قالت:” ليس الأطفال هم وحدهم من يعانون من سوء التغذية بل أيضاً الكبار الذين أصبحوا يعانون من نقص في المناعة بسبب غياب العناصر الغذائية الأساسية في طعامهم، وهو ما أثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية وجعلهم قابلين للإصابة بالأمراض بشكل كبير”.

وأضافت:” الأطفال الرضع هم أكثر المتضررين بأمراض سوء التغذية كون أمهاتهم لا يحصلون على الغذاء الكافي والقادر على زيادة مناعة أجسامهم، في ظل غياب تام للمنظمات الطبية والإغاثية عن المنطقة وعدم قيامهم بتوفير المكملات الغذائية والفيتامينات للأطفال، بالإضافة إلى الإهمال الكبير الذي يعيشه قاطني المخيمات العشوائية من قبل مؤسسات الإدارة الذاتية”.

ويوجد في ريف الرقة أكثر من 58 مخيم عشوائي يعيش فيها قرابة 120 ألف نسمة غالبيتهم من سكان ريف الرقة المهجرين أو من ريف ديرالزور أو القادمين من بقية المحافظات التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الموالية لها، حيث يعيش قاطنو هذه المخيمات ظروفاً إنسانية ومعيشية صعبة في ظل انعدام فرص العمل وعدم توفير أي مساعدات مالية وغذائية من قبل المنظمات الدولية والمحلية، بالإضافة إلى الإهمال الكبير الذي يواجهونه من قبل “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا.