Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

القصف اليومي يهدد محصول الزيتون ومزارعيه في إدلب

SY24 -خاص

شكل القصف اليومي للنظام السوري وحليفه الروسي على المدنيين في شمال غربي سوريا، تحدياً كبيراً أمام الأهالي لجني محاصيل الزيتون في المناطق الزراعية ولاسيما أن القصف بات يستهدفهم بشكل شبه يومي منذ بدء موسم القطاف هذا العام، وقد رصدت منصة SY24 حالات استهدف عديدة في قرى ريف إدلب خاصة مناطق جبل الزاوية المتاخمة لحواجز النظام فضلاً عن استهدافهم بالقناصات، لقرب الأراضي من خطوط التماس وتعرضهم لخطر انفجار مخلفات الحرب أيضاً.

ويوم أمس الأحد حسب ما رصدته منصة SY24 أصيبت فتاة شابة 17 عاماً، بجروح خطرة جراء قصفٍ مدفعي لقوات النظام استهدف عائلتها، وذلك أثناء عملهم في بقطاف الزيتون في بلدة كنصفرة جنوبي إدلب، في حادثة ليست الأولى من نوعها في المنطقة، إذ باتت حقول الزيتون وأصحاب الأراضي وعمال القطاف، تحت مرمى النيران وأهدافاً للقذائف المدفعية، ما تسبب بحركة نزوح واسعة وتخلي قسم من الأهالي عن جني محاصيلهم خوفاً من القصف.

هذه السياسية الممنهجة التي يتبعها النظام تجاه الأهالي، ينذر بحرمان أهالي المنطقة من لقمة عيشهم، ومصدر رزقهم لاسيما ان الزيتون هو مصدر دخل أساسي لكثير من العوائل، ينتظرونه كل عام بفارغ الصبر حسب قول من تحدثنا إليهم من المزارعين.

تقول السيدة الخمسينية “أم مصطفى” واحدة من سكان قرى جبل الزاوية، في حديثها إلينا، “ماجبرك على المر إلا الأمر منو” في إشارة ماها إلى صعوبة قطاف موسم أرضها بسبب القصف، تخبرنا أنها منذ عدة سنوات تخاطر بعائلتها وعدد من العاملات في القطاف، لجني موسم الزيتون الخاص بها، وتدفع مبلغ مضاغفاً أجرة القطاف لهن، وفي كل مرة ينجون من الاستهداف بأعجوبة، وحالها كحال مئات الأسر والأهالي في شمال سوريا الذين يخاطرون بأرواحهم لتأمين لقمة عيشهم.

وتكثر في موسم القطاف ورش العمل النسائية غالبيتهم  من النساء النازحات أو المهجرات، اللواتي فقدت المعيل  لأسرهن  في الحرب، وأصبحن المعيلات الوحيدات لأسرهن وسط قلة فرص العمل وتدني مستوى الدخل، حيث وجدن في العمل بالأراضي الزراعية وقطاف الزيتون، فرصة عمل لكنها خطيرة للغاية تحت نيران القصف حسب قولهن.

حيث زادت انتهاكات النظام السوري، وحليفه الروسي، في الفترة الأخيرة، مستهدفين المزارعين من المدنيين أثناء عملهم في قطاف الزيتون، وسجلت الأشهر الماضية عدة حالات وفاة لأشخاص كانوا يعملون في حقولهم، بجني محاصيلهم في الأراضي القريبة من مناطق سيطرة النظام ولاسيما في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

ووصف ناشطون، أن سياسة النظام الخبيثة تستهدف قتل المدنيين بالدرجة الأولى، وحرمانهم من محاصيلهم بالدرجة الثانية، وبالتالي إفقارهم وتجويعهم بعد أن تخلى عدد كبير من أصحاب الأراضي عن جني محاصيلهم خوفاً من القصف والقنص..

وفي ذات السياق يذكر أن نسبة إنتاج الزيت والزيتون في محافظة إدلب، والتي تعد ثاني أكبر المحافظات السورية، في عدد أشجار الزيتون بعد حلب، قد تراجعت في السنوات الماضية، وذلك بسبب تأثير القصف المستمر والأوضاع الميدانية على قرى وبلدات جبل الزاوية والأراضي المحيطة بها، بعد أن نزوح آلاف المزارعين منها، خسروا مصادر رزقهم بسبب تلف الأشجار لعدم العناية بها واستثمارها كما يجب.