Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

نصائح للنساء للحفاظ على خصوصيتهن في العالم الرقمي

SY24 -خاص

وقعت الشابة علا 23 عاماً، ضحية اختراق إلكتروني لهاتفها المحمول، بعد دخولها إلى رابط خبيث وضع تحت أحد إعلانات العمل على منصة الفيسبوك، دون أن تعلم حقيقة الرابط الإلكتروني الموجود، فبمجرد الضغط عليه والدخول وأخذ المعلومات منها انتهكت خصوصية هاتفيا وبدأت مرحلة الابتزاز.

تروي لنا علا باسمها المستعار خشية تعرضها للوصمة الاجتماعية حقيقة وصول صورها الشخصية، معلومات خاصة عنها إلى يد أحد المبتزين وراء الشاشات الإلكترونية، منذ عدة أشهر، وكيف بدأ يساومها على دفع مبالغ طائلة له وإلا سيتم استخدام الصور في مقاطع ومحادثات فاضحة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما جعلها ترضخ له بداية الأمر، وتخشى إخبار أهلها لحل المشكلة، خوفاً من الفضيحة أو اللجوء إلى تعنيفها كما يحدث عادة.

إذ كثرت بالفترات الأخيرة طرق استغلال النساء وحاجتهن للعمل، عن طريق إعلانات غير رسمية، تحمل رابط خبيثاً يتمكن من اختراق الحسابات الشخصية للأفراد، وتختلف الأهداف حسب الجهة المرسلة، فقد تكون بدوافع استغلال مالي، أو جنسي، أو جمع معلومات ثبوتية لاستخدامها في أمور قد تشكل خطرا على الشخص دون علمه، ومنها ما يصل إلى استخدامها في حوادث إجرامية أو تحويلات مصرفيه مشبوهة.

علا ونساءٌ كثيرات مثلها تعرّضن لمشاكل وانتهاكات كثيرة في مجال العنف الإلكتروني، دون وجود جهة قانونية ملزمة يمكن اللجوء إليها في حال طلب ذلك، إلا أن التدريبات ندوات التوعية والتعريف بمخاطر الأمن الرقمي، فتحت المجال أمام باقي السيدات لاستدراك وقوعهن في مصيدة الاحتيال والابتزاز والاستغلال الإلكتروني.

استعانت علا بمساعدة إحدى صديقاتها إلى مدربة أمن رقمي، وجهتها إلى الطريقة السلمية للتعامل مع المبتز، وقامت بتغيير حساباتها الشخصية على جميع التطبيقات الإلكترونية، باستخدام طرق الحماية، والنصائح المقدمة بهذا الخصوص.

تقول لنا: إن “أكثر النصائح التي قدمت لها، ونصحت جميع النساء اللواتي تعرضن لأي نوع من العنف الالكتروني به، هو عدم التردد بطلب المساعدة من الأشخاص المختصين وأن لا تكون الضحية بمفردها بل يمكنها أن تطلب الدعم النفسي من شخص موثوق، واخيراً إغلاق جميع حساباتها وأجهزتها حتى لايتمكن المبتز من التواصل معها”.

ونشطت في شمال غرب سوريا في الفترة الأخيرة، تدريبات الأمن الرقمي والمجموعات التي تعمل في مجال التوعية والسلامة الرقمية، واستهدفت النساء والفتيات اليافعات بشكل خاص، ثم الشباب في المراحل التالية، لاقت نتيجة واضحة حسب ما أكدته “آية العلي” مدربة الأمن الرقمي في مدينة إدلب.

توضح المدربة في حديثها إلينا، أهمية التمكين الرقمي وحماية الخصوصية عند استخدامنا الأجهزة الإلكترونية الذكية، ومعرفة الطريقة الصحيحة لتجنب أي عنف رقمي ممكن حدوثه، باعتبار المعلومات الخاصة بنا الموجودة في الفضاء الرقمي، أصل مهم يجب الحفاظ عليه كما نحافظ على الممتلكات والعائلة والاصدقاء.

قدمت “العلي” منذ ثلاث سنوات تدريبات رقمية عدة في مناطق من إدلب وريفها تحت إشراف منظمات إنسانية تهتم بهذا المجال، بهدف التوعية بالأمن الرقمي للنساء،  وتناولت محاور وعناوين مهمة، أبرزها :الحقوق الرقمية والعنف الرقمي بوصفه واحداً من أنواع العنف ضد النساء، إضافة إلى تدريب الحماية الرقمية، وتدريب عن خطابات الكراهية الرقمية وعمليات الاستقطاب، وكانت الفئة المستهدفة، عدد من النساء تتراوح أعمارهن بين 18 و 50 عاماً.

تقول: إن “خبرة السيدات بهذا المجال ضعيفة جداً، ما يجعلهن أكثر عرضة للابتزاز الرقمي والاستغلال وأي شكل من أشكال العنف الرقمي، وتقدم تلك التدريبات بشكل مبسط معلومات شاملة عن الموضوع وطرق حماية الخصوصية، و تحذيرات من الانسياق وراء مطالب الشخص المبتز، واتباع تعليمات معنية للتخلص منه في حال تم انتهاك الخصوصية بأحد الطرق إضافة إلى تعليم السيدات الفحص الدوري للأجهزة، ومنع وصول برمجيات خبيثة لها، وفحص الروابط والملفات قبل الدخول إليها أو تحميلها.

يذكر أن العنف الرقمي يأخذ أشكالاً عدة منها الاستغلال المادي أو الجنسي، والابتزاز، والتحرش، و التشويه، و انتحال الشخصية، والتشهير، والتنمر وغيرها من الأشكال الأخرى، وكلها تدور في فلك العنف ضد المرأة، إذ تتعرض كثير من النساء، في حياتهن اليومية، لأشكال  مختلفة من العنف، تؤثر بشكل على حياتهن الشخصية والعملية.