مناشدات ملحة لمعالجة المصابين فاقدي الأطراف في شرقي سوريا  

Facebook
WhatsApp
Telegram

SY24 -خاص

يعاني فاقدو الأطراف في مناطق شمال شرق سوريا من ضعف المساعدات والدعم المقدم لهم من قبل “الإدارة الذاتية” والمؤسسات التابعة لها وأيضاً من المنظمات الطبية والإغاثية العاملة في المنطقة، وسط مناشدات من قبلهم بضرورة توفير أطراف اصطناعية ومعالجة فيزيائية وتأمين الأدوية الضرورية بالمجان كون معظم هؤلاء المصابين يعانون من ظروف معيشية صعبة.

فاقدو الأطراف دعو منظمات المجتمع المدني والهيئات الدولية إلى مساعدتهم في تحسين ظروفهم المعيشية، عبر توفير الوظائف المناسبة لهم وتقديم سلال إغاثية مجانية بشكل شهري ودفع إيجارات منازلهم وغير ذلك من المساعدات التي من المفترض أن يحصلوا عليها، ناهيك عن تقديم الرعاية الصحية والنفسية الكافية لهم بعد انتشار حالات انتحار عديدة بينهم لعدم قدرتهم على مواجهة الواقع والمجتمع.

مراسل منصة SY24 في ريف ديرالزور أشار إلى وجود أكثر من ألفي حالة للإصابة بقطع وبتر كلي أو جزئي في الأطراف العلوية والسفلية في المنطقة وبالذات بين الاطفال، وذلك جراء القصف المكثف من قبل قوات النظام والعمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة على مدار السنوات الماضية والمعارك الطاحنة التي جرت فيها بين تنظيم داعش من جهة والتحالف الدولي و”قوات سوريا الديمقراطية” من جهة أخرى، بالإضافة إلى المصابين بالعبوات الناسفة والمخلفات الحربية غير المنفجرة ومرضى السكر والمصابين بعيب خلقي.

المراسل أكد أن أكثر من 90% من حالات فقدان الأطراف لم يتم علاجها بالشكل الكافي والمطلوب الأمر الذي تسبب بحدوث مضاعفات صحية لدى المصابين تسببت في الكثير من الأحيان لبتر المزيد من الأطراف، في الوقت الذي اضطر فيه الكثير من هؤلاء المصابين للبقاء داخل منازلهم أشهر عدة لعدم قدرتهم على شراء كراسي متحركة للتنقل بها.

“إبراهيم”، من أبناء مدينة ديرالزور وفاقد لأحد طرفيه العلويين أشار إلى “رفض المنظمات المحلية توفير طرف صناعي له بالرغم من مراسلته للعديد منها وأيضاً الهيئات الطبية العاملة في المنطقة، الأمر الذي اضطره إلى وضع يد صناعية قام بصنعها أحد أصدقائه الأمر الذي سبب له مشاكل وضغوط نفسية كثيرة”، على حد تعبيره.

وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 قال: “أصبت بقصف لقوات النظام على مدينة ديرالزور في نهاية عام 2016 ما تسبب بفقدان طرفي الأيمن بشكل شبه كامل ،واضطررت مع عائلتي للنزوح إلى مدينة الرقة والبقاء فيها عدة سنوات قبل أن تسيطر عليها قسد، والآن وبعد أكثر من سبع سنوات على إصابتي لم يقدم لي أحد أي طرف صناعي بالرغم من ذهابي إلى عدة منظمات دولية، ما شكل عبئاً كبيراً علي وعلى عائلتي الفقيرة”.

وأضاف أن “هناك العديد من الشباب والشابات المصابات بفقدان للأطراف العلوية أو السفلية والذين يحتاجون إلى عناية جسدية وصحية مركزة وتوفير المساعدات اللازمة لهم كون معظمهم لم يعد قادر على العمل، ناهيك عن الضغط النفسي المترتب عن هذه الإصابات والتي تؤدي في الكثير من الأحيان إلى الاكتئاب والانتحار”.

ويشار إلى عدم وجود أي إحصائية رسمية  بأعداد المصابين بفقدان الأطراف العلوية والسفلية في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرق سوريا، غير أن مصادر إعلامية تقدرهم بأكثر من ثلاثة آلاف شخص غالبيتهم من سكان مدينة ديرالزور والريف المحيط بها، والتي كانت مسرحاً للعلميات العسكرية منذ عام 2011 ولغاية يومنا هذا، حيث ذهب ضحية هذه العمليات أكثر من مئتي ألف قتيل وآلاف المصابين والمعاقين قتلوا جميعاً على يد قوات النظام والميليشيات الإيرانية والطيران الحربي الروسي.

مقالات ذات صلة