Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مليون طفل سوري خارج المدارس في الشمال.. ما السبب؟ 

SY24 -خاص

“عبير وولاء ونهى” ثلاث شقيقات يقمن مع أسرتهن في أحد المخيمات شمال إدلب، يفترض أن يكن في المرحلة الابتدائية هذا العام الا أن بعد المدرسة عن مكان إقامتهن جعلهن ضحية التسرب المدرسي والبقاء دون تعليم.

تقول والدتهم: إنه “لا قدرة لديها على دفع ثمن مواصلات للسيارة التي تقلهم إلى المدرسة، فهم بحاجة إلى 500 ليرة تركية شهريا أجرة السرفيس الذي يأخذ باقي الطلاب من المخيم، في حين عجزت هي عن الدفع وفضلت بقاء أطفالها الثلاثة بلا تعليم، ككثير من الأطفال في المنطقة.

ويوم أمس، كشف مكتب تنسيق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “أوتشا”، في تقريره الأخير أن 57 بالمئة من الأطفال شمال غربي سوريا لا يوجد لديهم وصول إلى المدارس الابتدائية، كما أن 80 % من الفتيان لا يملكون وصولاً للمدارس الثانوية.

وأكد أن حوالي 2.2 مليون طفل في سن المدرسة يقيمون في شمال غربي سوريا، منهم مليون واحد على الأقل خارج المدرسة، وخاصة في مخيمات النزوح بسبب الوضع المأساوي.

وذكر التقرير أن هجمات النظام السوري خلال فترة التصعيد الأخيرة منذ  5 تشرين الأول الفائت، كانت الأسوأ على الأطفال في شمال غربي سوريا منذ عام 2019.

حيث تأثرت المدراس والمنشآت التعليمية والعديد من المرافق الحيوية،الأخرى بالقصف، وتضرر قرابة 24 منشأة تعليمية، وأدى القصف إلى تعليق الدوام لأسبوع كامل وذلك لأسباب أمنية.

ونوه التقرير إلى أن التصعيد تسبب بموجات نزح جديدة شملت أكثر من 120 ألف شخص من بينهم 40 ألف طفل في سن المدرسة، وهم بحاجة إلى الدعم التعليمي.

وطالب فريق الدفاع المدني، ببذل كل الجهود الداعمة لاستمرار عملية التعليم التي تعد الاستثمار الأكبر في الإنسانية مع التشديد على محاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم في سوريا واستهدافهم الممنهج للمدارس.

حيث أكد تقرير سابق لمنظمة اليونسيف، أن عدد المدارس التي تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي، تجاوز 4 آلاف مدرسة منذ منتصف عام 2011، أي ما يشكل 40 بالمئة من إجمالي عدد المدارس في سوريا.

يذكر أن سياسة النظام الممنهجة باستهداف المدنيين والمنشآت الحيوية والمرافق العامة ومنها التعليمية في شمال غرب سوريا ساهمت بشكل مباشر في تدمير البنية التعليمية، وخروج عدد كبير من المدارس عن الخدمة وتسرب مئات الطلاب وبقائهم بلا تعليم، في انتهاك واضح وصريح لحقوق الإنسان والأطفال والكوادر التعليمية، وحقهم في الحصول على بيئة تعليمية آمنة، ويعيق سير العملية التعليمية في ظل واقع صعب تعيشه مناطق شمال غربي سوريا، مع طول سنوات القصف والتهجير.