Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

كيف يتجهز أهالي المخيمات في الشمال السوري لاستقبال الشتاء؟ 

SY24 -خاص

غربي مدينة إدلب بالقرب من الأحراج عند الطريق العام نُصبت عدة خيام بشكل عشوائي، لعدد من العائلات النازحة، والتي وجدت بهذا المكان الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة، مكاناً للسكن، تقول “أم محمد البدوي” وهي إحدى السيدات اللواتي يقمن بهذا المخيم إنها تبدأ مع كل شتاء برحلة ترميم الخيام، وتجهيزها بشكل أفضل لتفادي دخول المطر إليها كما تفعل كل عام.

وتتشابه الحال في جميع المخيمات العشوائية المنتشرة في شمال غرب سوريا، إذ تنشغل النساء خاصة والرجال أيضاً في عزل الخيام القماشية وخياطة الشقوق التي أحدثتها أشعة الشمس وعوامل الطقس طيلة الصيف، وكذلك وضع “الشوادر” فوقها كنوع من العازل بين أقمشة الخيمة، فيما يلجأ أهالي المنازل المسقوفة بشادر أيضا إلى تبديله ووضع عازل من البلاستيك أو ألواح التوتياء استعداداً لفصل الشتاء، حسب ما اعتاد عليه الأهالي منذ سنوات كل عام.

تقول “أم محمد” إن الشتاء رغم ما يحمله من خير للأهالي فهو كارثة يحسب لها ألف حساب عند قاطني المخيمات، من ناحية تأمين مواد التدفئة، وإصلاح عيوب الخيام، وتجهيز الطرقات الترابية التي تصبح مستنقعاً من الطين في الأيام الماطرة، حيث تفتقر المخيمات لأدنى مقومات الحياة من مساعدات وخدمات حيوية وغيرها، وتتعرض الخيام بشكل متكرر إلى الغرق مع بداية هطول الأمطار وسط عجز الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية العمل لتلافي هذه الأضرار خاصة أن أغلب المخيمات تقع في أراضي طينية.

وتعد أهم مطالب ساكني المخيمات، استبدال الخيام المهترئة التي لم يتم استبدلها منذ سنوات، إضافة إلى توزيع أغطية وعوازل ومواد تدفئة، وأحياناً يلجأ قاطنوا المخيم كبديل إلى تدعيمها بالأغطية والبطانيات وتحتاج عدداً كبيراً منها وبأسعار مرتفعة خارج قدرة الأهالي.

ليس هذا فحسب، يقول أهالي تحدثنا إليهم: إن “تأمين مواد التدفئة هي أبرز التحديات التي تواجههم، فيما يقوم كثير منهم بجمع المواد البلاستيكية العبوات الفارغة والكرتون وغيرها، كذلك الأحذية والملابس المهترئة تمهيداً لحرقها واستخدامها في المدافئ”.

يذكر أن “فريق منسقو استجابة سورية” ذكر في تقرير سابق، أن أكثر من 1.8 مليون نازح يعيشون في أكثر من 1.633 مخيم لاتتوفر فيها متطلبات التعامل مع العوامل الجوية المختلفة، إضافة إلى قدم الخيم وانتهاء العمر الافتراضي لها، مما يزيد المخاوف من إصابة العديد من الأطفال والنساء وكبار السن في المخيمات بأمراض عدة.