تستمر مراكز الأبحاث والتقارير الغربية بتسليط الضوء على تحركات هيئة تحرير الشام في منطقة إدلب، إضافة للتركيز على السياسة والآلية التي تتبعها للتوسع خارج إدلب.
وترى المراكز البحثية أن هناك الكثير من الأساليب التي تعتمد عليها الهيئة في سبيل التوسع صوب ريف حلب.
ومن تلك الأساليب، اغتنام أي فرصة في حال كان هناك اقتتال داخلي بين الفصائل للتوسع شمال حلب، إضافة إلى بناء تحالفات محلية والدفاع عنها، وما حصل بخصوص معبر الحمران أكبر دليل على تلك التحالفات ودعمها خدمة لمصالحها التوسعية، حسب المصادر ذاتها.
ولجأت الهيئة وما تزال إلى استرضاء السكان المحليين، واستغلال الانقسامات، والتأكيد على الاستقرار في إدلب مقارنة مع الفوضى والفساد في شمال حلب، حيث تحشد لذلك جيشها الإلكتروني للترويج لهذه السياسة.
وفي هذا الصدد، قال ناشط من الشمال السوري لمنصة SY24، إنه “منذ سيطرة تحرير الشام على إدلب وهي تسعى للسيطرة على باقي المحرر والانفراد بالسلطة، حيث تقوم بعمليات عسكرية كلما سنحت لها الفرصة، كما تقوم بالضغط على مناوئيها لضمهم إلى صفوفها أو التخلص منهم”.
وأضاف “في العام الماضي دخلت تحرير الشام غصن الزيتون بأرتال ضخمة وحدث قتال بينها وبين باقي الفصائل، حيث تم استخدام جميع الأسلحة المتاحة، الأمر الذي أفزع المدنيين في الشمال”.
وتابع “هذا الأمر دائما ما يبرهن عن نوايا الأولى في السيطرة وتصفية جميع المعارضين، وإذا نظرنا للموضوع من عدة زوايا لا نجد أي مبرر لحرب داخلية سوى مساعي توسعية ومحاولة إضعاف الخصوم، وربما لتنفيذ أو تسهيل تنفيذ قرارات أو مشاريع الدول التي تتلاعب بالملف السوري”.
يشار إلى أن الهيئة، وحسب مركز حرمون للدراسات، تستغل بشكل استراتيجي منصات وسائل التواصل الاجتماعي كساحات معركة لنشر الدعاية والسيطرة بدقة على الخطاب العام، حيث تعتمد استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهيئة تحرير الشام على فن تنظيم المحتوى، إذ يتم اختيار كل مقطع فيديو وصورة ومخطط معلوماتي بدقة وتصنيعه لإثارة استجابات عاطفية محددة، وتكوين جمهور مستهدف داعم لها.