Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

صناعة الشموع.. فن يتوسع على يد سيدات في إدلب 

SY24 -خاص

احترافها فن تزيين الهدايا وصنع المشغولات الفنية اليدوية جعلها تفكر بمشروع مميز يصب في خانة اهتماماتها وحبها للحرف اليدوية من داخل منزلها، الشابة “راما” 24 عاماً، ابنة مدينة أريحا تنجح في فن صناعة الشموع وتفتح متجراً خاص بها في المنطقة.

توقفت “راما” عن الدراسة بعد أخذها شهادة الثانوية العامة، لظروف خاصة، فاستغلت وقت فراغها في الفنون اليدوية، وكثيراً ما كانت تجرب أنواعاً لا تعرفها وتنجح في صنعها، ومنها صناعة الشموع.

تقول في حديث خاص إلينا: إن “الفكرة بدأت بتجربة من داخل المنزل بعد البحث عن أساسيات العمل، وطريقة صنع وصب الشموع في قوالب معينة ومختلفة عن بعضها البعض، وكان حبها للشمع يدفعها للاستمرار رغم الصعوبات التي واجهتها” .

اعتمدت على المواقع التعليمية في الإنترنت والدورات التدريبية الخاصة بفن صناعة الشموع، وبدأت بتطبيق ما تعلمته في ورشتها المتواضعة بالمنزل حتى تمكنت من إنتاج القطع بحرفية عالية.

وجعلت ركن خاص من منزلها، بشكل مبدئي ورشة عمل صغيرة، تعمل بها وحدها، وتمكنت من صنع العديد من القطع التي لاقت إعجاباً كبيراً من محيطها ومعارفها، واتسع الطلب على المنتجات، بشكل أكبر عندما خصصت صفحة على منصة الفيس بوك لعرض وبيع أعمالها وتوسيع عملها.

وهنا بدأت بودار المشروع الخاص بها تتكشف، وأثمرت ساعات الجهد الطويلة والتعب والتجربة المتنوعة ، قطعاً فنية مميزة، مصنوعة بكل إتقان تخطف الأنظار والقلوب، مضافاً إليها ألوان جذابة ورائحة عطرة، مايزيدها تميزاً وجمالاً.

حيث تمكنت “راما” بعد أكثر من ستة أشهر من صنع الشمع في المنزل من افتتاح متجر خاص بها في أريحا، مخصص لبيع الشموع على هيئة قطع فنية تستخدم للزينة والهدايا، والتي أصبحت تحظى باهتمام شريحة كبيرة من الأهالي تحب الفنون اليدوية، والحرف المتقنة المصنعة بجودة عالية.

تقول لنا: إن” المشروع يحتاج تسويقاً جيداً كي يستمر، فبعد اكتمال صنع عدد من القطع الشمعية، لابد من نقل المنتجات إلى السوق لعرضها وبيعها، بدلاً من تسويقها عن طريق الانترنت فقط ، لأن الشمع يجذب من يشتريه بعد لمسه ورؤيته وشم رائحته والإحساس به، قبل شرائها وهذا لايتيحه التسويق عن بعد”، وبالفعل وجدت” راما “إقبالاً من الأهالي ، على متجرها وحظيت القطع بإعجاب كبير، ولاسيما أنها قليلة الوجود في إدلب.

لا تتطلع الشابة إلى الربح الكبير، فأسعار القطع الشمعية لديها منافسة حسب قولها، فهي تبدأ من خمس ليرات تركية ولا تتجاوز المئة ليرة، رغم أن العمل مكلف ونسبة الخسارة فيه كبيرة جدا، غير أنها تطمح لكسب ثقة الزبائن وحبهم للعمل والذي يجعل مشروعها يتسع ويكبر ليصبح متجراً كبيراً في المنطقة.

تختم حديثها معنا بقولها إن الفكرة كانت هواية ثم أصبحت شغف ومشروع عمل تتمنى له النجاح والاستمرار في المستقبل، لتكون  الشابة “راما” واحدة من مئات السيدات السوريات في الشمال السوري، اللواتي تركن بصمة خاصة في عالم الفن، سواء في الحرف والمشغولات اليدوية أو الرسم، وغيرها من المجالات التي أثبتت نجاح المرأة السورية وقدرتها على الإبداع رغم ظروف الحرب التي عاشتها في السنوات الماضية.