Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

ما أسباب تأخر تشغيل المشاريع المائية في ريف ديرالزور؟

SY24 -خاص

يعاني ريف ديرالزور من أزمة حادة في مياه الشرب القادمة من محطات تحلية المياه المتواجدة في المنطقة مع ارتفاع تكاليف نقل المياه النظيفة عبر الصهاريج وغلاء أسعار المياه المعدنية، الأمر الذي شكل مشكلة كبيرة بالنسبة للسكان وخاصةً مرضى الكلى الذين يحتاجون اإى شرب مياه نظيفة ومعقمة بشكل مستمر.

أهالي ريف ديرالزور قالوا إنهم لم يستفيدوا من المشاريع المائية التي تم إنشاؤها مؤخراً في المنطقة من قبل لجنة الخدمات التابعة لمجلس ديرالزور المدني، وذلك بسبب إهمال المسؤولين فيها وعدم صيانة تلك المشاريع بشكل مستمر وتوفير قطع الغيار اللازمة للآلات ومضخات المياه التي تتعطل، الأمر الذي قلل من جودة تلك المشاريع وخفض إنتاجها إلى أقل من النصف خلال عام واحد فقط من تاريخ إنشائها.

مراسل منصة SY24 قال إن معظم المشاريع المائية التي أنشأتها لجنة الخدمات لتحسين خدمة مياه الشرب وإيصالها بشكل دائم الى المنازل قد توقفت بشكل كامل أو جزئي، بينا لم تدخل بعض المشاريع إلى الخدمة حتى الآن بالرغم من وضع اللمسات الأخيرة عليها قبل عدة أشهر والإعلان عن افتتاحها في احتفالات ومهرجانات رسمية.

المراسل أشار إلى أن مشكلة المياه في المنطقة دفعت العديد من الأهالي إلى اتباع طرق بدائية جداً للحصول على المياه النظيفة، وذلك عبر جلبها من النهر مباشرة وغليها وتعقيمها وتعطيرها بهدف استعمالها في الطبخ والشرب والاستحمام، ما رفع من نسبة الأمراض الهضمية وزاد من حالات الإصابة بالكوليرا في المنقطة.

لجنة الخدمات في مجلس ديرالزور المدني قالت إنها “تعمل وفقاً للدعم المادي المقدم لها من قبل الإدارة الذاتية ولذلك فإن معظم المشاريع التي تم افتتاحها ولم يتم استكمال باقي مراحلها تحتاج إلى صيانة مستمرة، مع توفير قطع الغيار الضرورية لها وتوظيف المزيد من عمال الصيانة والفنيين والحراس لضمان استمرارية العمل وعدم توقف تلك المشاريع عن العمل”.

“مازن الحسين”، من سكان ريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن “مشكلة المياه التي تعيشها المنطقة لم يسبق لها أن عاشتها في أي وقت سابق، وذلك بسبب توقف معظم محطات تحلية المياه عن العمل وعدم قدرة الأهالي على شراء المياه المعدنية بشكل مستمر لغلاء ثمنها، بالإضافة الى عدم توفر صهاريج كافية لنقل المياه وتلوث بعضها بالمحروقات، وغيرها من العوامل التي أثرت بشكل مباشر على سكان المنطقة”، على حد قوله.

وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 قال: إن “لجنة الخدمات في مجلس ديرالزور المدني تحصل على الدعم من المنظمات الدولية لإقامة مشاريع خدمية، غير أنها تضع البنية الأساسية فقط لتلك المشاريع لتحصيل الدعم ومن ثم تتوقف عن إكمال المشروع بشكل كامل، الأمر الذي يحرم الأهالي من الاستفادة من الدعم المقدم لهم من قبل المنظمات وأيضاً يحرمهم من المياه الصالحة للشرب”.

وأضاف أن “المنطقة تعاني أزمة مياه خانقة جداً ولا أحد يستطيع حل هذه الأزمة سوى المسؤولين عن إدارة المنطقة كون ذلك يحتاج إلى إمكانيات كبيرة ودعم مادي مستمر، أما نحن فقمنا بالعديد من المحاولات للحصول على مياه الشرب النظيفة سواء بتعقيمها أو غليها أو حفر الابار العميقة وغير ذلك من الخطوات التي تحفظ لنا استمرار الحصول على المياه النظيفة”.

والجدير بالذكر أن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرق سوريا تعيش أزمة مياه خانقة منذ عدة سنوات، وذلك بعد تراجع منسوب نهر الفرات بشكل كبير وعدم صيانة محطات تصفية وتحلية المياه وارتفاع نسبة التلوث البيئي جراء الممارسات السيئة التي تحصل بجانب السرير النهري، عبر رمي مخلفات عملية تكرير النفط والقمامة ومصارف الصرف الصحي وغير ذلك من العوامل التي زادت من صعوبة حصول السكان على مياه نظيفة ومعقمة.