Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

صيد الطير الحر.. رحلة الانتظار والصبر في جبال القلمون

SY24 -خاص

بحثاً عن مصدر رزق وفير، وحباً بمهنة الصيد ومتعتها، ينطلق عدد من هواة البحث عن الطيور المهاجرة، للإمساك بها وبيعها، إذ تلقى طيور محددة مثل الطير الحر، إقبالًا في اقتنائها ولاسيما من أثرياء العرب في دول الخليج وتصل أسعارها لأرقام خيالية.

يبدأ موسم صيد الطيور المهاجرة في شهر أيلول ويستمر إلى نهاية شهر تشرين الثاني، إذ تنطلق رحلة هجرة أنواع مختلفة من الطيور من الدول الأوربية إلى أفريقيا مروراً بسوريا، وتتخذ من السلاسل الجبلية وجهة لها، ماشجع الصيادين في تلك المناطق على التربص لها وبذل المحاولات لصيدها والإمساك بها ولاسيما الطيور الجارحة.

“أبو عبدالله” 55 عاماً، أحد أبناء القلمون الغربي، يمارس مهنة الصيد منذ عامين، بعد سماعه عن رحلة الطير الحر فوق جبال القلمون، واحتمالية الإمساك به إن حالفه الحظ، يقول في حديثه إلينا: إن “ارتفاع جبال القلمون جعلها مكاناً مناسباً لتربص وصيد الطيور، وهي مهنة قديمة يشتهر بها أهالي مدينة الرحيبة والمعضمية والقطيفة”.

وأضاف أنه في موسم الهجرة، قد يذهب الصيادين إلى مناطق البادية في الشمال السوري ويخيمون في أماكن قد يمر بها الطير، تمتد فترة انتظارهم ثلاثة أشهر، مستخدمين عدة الصيد من شباك وفريسة وأدوات أخرى.

إلا أن وجود الحواجز العسكرية في ريف دمشق شكلت تحدياً أمام الصيادين في الذهاب إلى جميع الأماكن بِحرية تامة، ودون خوف من القنص أو الاعتقال، إذ تسيطر قوات النظام على جبال القلمون وتنصب الحواجز فيها منذ 2014 وحتى اليوم، ماحدد من حركة الأهالي في المنطقة.

يتجنب “أبو عبدالله” الذهاب إلى قمم عالية خوفاً من تعرضه للمسائلة من قبل الحواجز العسكرية، فاختار منطقة بعيدة عن أعينهم، يذهب إليها منذ شهرين ونصف تقريباً بشكل يومي، صباحاً ومساءً، برفقة عدة الصيد المؤلفة من حمامة وشباك وخيط طويل حسب ما أخبرنا.

يصل سعرالطير إلى 200 مليون ليرة سورية، ويختلف حسب نوعه ومواصفاته، وهناك أنواع باهظة الثمن يؤكد “أبو عبدالله” أن العام الماضي بيع طير في مدينة القطيفة بـ 700 مليون ليرة، وهذه تعد ضربة العمر حسب تعبيره.

يعتمد صيد الطير الحر على الحظ بالدرجة الأولى، إضافة إلى مهارة الصياد في معرفة حيل وطرق الإمساك به، وهي مهنة تحتاج لصبر كبير، وتفرغ تام وصبر إلى أن تصدف مع أحد الصيادين ويقع في شباكه الطير.