Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

لماذا تباع الأبقار بنصف سعرها في ديرالزور؟

SY24 -خاص

اضطر عدد كبير من مربي الماشية في ريف ديرالزور إلى بيع قسم كبير من أبقارهم و ماشيتهم وبأسعار منخفضة نسبياً لعدم قدرتهم على توفير الأعلاف لها وبشكل مستمر، في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من ارتفاع كبير وواضح في أسعار اللحوم ومنتجات الأبقار من ألبان وأجبان أثرت بشكل كبير على حركة البيع والشراء في الأسواق المحلية.

وبحسب مصادر محلية فإن أسعار الأعلاف قد ارتفعت بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية وبالذات مع إغلاق  “قوات سوريا الديمقراطية” عدد كبير من الطرق المؤدية إلى ريف ديرالزور بسبب الأوضاع الامنية التي تشهدها، وقيامها بنشر حواجز عسكرية إضافية على الشوارع الرئيسية وقيامها بفرض إتاوات مالية كبيرة على الشاحنات التي تمر منها.

مراسل منصة SY24 أشار إلى ارتفاع سعر كيس العلف ذو النوعية الجيدة إلى أكثر من 25 دولار أمريكي فيما بلغ سعر كيس العلف العادي إلى 18 دولار، وسط معلومات تتحدث عن قيام عدد من التجار بإضافة الخبز اليابس و النخالة الى العلف لتحقيق أرباح مالية إضافية، وهو ما أثر بشكل واضح على إنتاج الألبان والأجبان وسبب خسارة كبيرة لمربي الماشية.

المراسل أكد وجود تراجع واضح في أعداد الأبقار في مدن وبلدات ريف ديرالزور وسط معلومات تتحدث عن قيام مربي الماشية بتهريبها إلى مناطق سيطرة النظام لبيعها هناك لتجار مرتبطين بالميليشيات الإيرانية وبأسعار مرتفعة نسبياً عن سعرها في مناطق “قسد”، من أجل نقلها إلى العراق عبر المعابر البرية التي تسيطر عليها.

غلاء الأعلاف وفقدان الأدوية البيطرية وغياب الدعم عن قطاع الثروة الحيوانية أثرت بشكل كبير على أسعار اللحوم والمواشي في مناطق شمال شرق سوريا، وتسببت بارتفاع واضح في أسعار الألبان والأجبان ومشتقات الحليب وغيرها من المنتجات المرتبطة بها، ما ألحق أضراراً كبيرة للمزارعين ومربي الماشية والمواطنين على حدٍ سواء.

“ماهر الحسين”، أحد مربي الماشية في ريف ديرالزور، أشار إلى قيامه ببيع 8 بقرات من أصل 30 كان يملكها بسبب عدم قدرته على تأمين العلف المناسب لكامل القطيع وسط الارتفاع الكبير في أسعاره، ناهيك عن فقدان أصناف عديدة من الأدوية البيطرية واللقاحات المضادة للعديد من الأمراض الموسمية وغيرها من المشاكل التي تسببت بخسائر مادية له خلال الأسابيع الماضية”، على حد وصفه.

وقال في حديثه مع مراسل SY24: “اضطررت إلى إضافة النخالة والخبز اليابس إلى العلف الذي استعمله من أجل إطعام أبقاري، وهو ما أثر بشكل كبير على إنتاجها من الحليب حيث وصل إلى النصف وسبب لي خسائر مادية كبير كون عائلتي تعتمد على إنتاجها لتأمين المستلزمات الأساسية لنا، بالرغم من تقديمنا عدة طلبات إلى لجنة الزراعة والثروة الحيوانية في مجلس ديرالزور المدني بهدف توفير الأعلاف لنا وبسعر مدعوم لتلافي الخسائر الكبيرة التي ما نزال نتعرض لها بشكل مستمر”.

وأضاف “لم تعد هناك مساحات كافية لرعي الأبقار والأغنام وخاصةً بعد منع قسد الاقتراب من السرير النهري بسبب الأحداث الأمنية التي تشهدها المنطقة مؤخراً، ما حرم مربي الماشية من أكثر المناطق المناسبة للرعي، الأمر الذي دفعنا إلى بيع قسم من الأبقار إلى بعض التجار الذي يقومون بتهريب الماشية إلى مناطق النظام عبر المعابر النهرية غير الشرعية وبأسعار مرتفعة نسبياً”.

وكانت “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، قد أصدرت قراراً يقضي بمنع بيع أو نقل الماشية من أبقار وأغنام بين المدن والبلدات التي تسيطر عليها إلا بعد الحصول على تصريح رسمي من قبل لجنة الثروة الحيوانية، ناهيك عن إصدارها قراراً آخر منعت بموجبه بيع الماشية إلى خارج مناطق سيطرتها بشكل كامل، وذلك بهدف “الحفاظ على الثروة الحيوانية في المنطقة” بعد تقلص أعداد الأبقار والأغنام بنسبة وصلت إلى 40%، وسط مطالب محلية دعت إلى ضرورة توفير الأعلاف وبسعر مدعوم والسماح للتجار باستيرادها دون فرض أي ضرائب عليها.