Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

تحت ضغط التحديات.. كيف أصبحت الدروس الخصوصية حلاً ضرورياً في إدلب؟

SY24 -خاص

تردي الواقع التعليمي في الشمال السوري أجبر كثيراً من الأهالي على تعويض ذلك، باللجوء إلى الدروس الخصوصية والتي باتت ضرورة لا يمكن التخلي عنها بالنسبة لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية في المواسم الامتحانية، حسب قول عدد من الأهالي تحدثنا إليهم.

يقول “حميد العلي” والد لثلاثة طلاب في المرحلة الإعدادية: إن “مستوى أولاده تراجع كثيراً في المواد العلمية، فاضطر إلى متابعة تدريسهم من خلال الدروس الخصوصية، بمعدل ثلاث دروس أسبوعياً لمادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية”.

يخبرنا أنه يتكلف شهرياً مبالغ كبيرة في سبيل تحسين مستوى أولاده، بالوقت الذي يعجز كثير من الأهالي عن ذلك بسبب الوضع المعيشي المتردي لغالبية السكان.

يؤكد في حديثه إلينا، أن عدد الطلاب الكبير في كل صف والذي يصل لأكثر من أربعين طالباً أحياناً، فضلاً عن قلة الكادر التدريسي ذو الخبرة الكفاءة، جعل التعليم العام يتراجع كثيراً، ولاسيما بعد الاستقالات الكثيرة التي حدثت في القطاع التعليمي مؤخراً، والناجمة عن تدني مستوى الرواتب، وضعف القطاع التعليمي الحكومي بشكل عام.

كذلك أصبحت ظاهرة الدروس الخصوصية باباً من  أبواب الرزق لدى شريحة كبيرة من المعلمين/ات ، ولجأ عدد منهم إلى إعطاء الطلاب دروساً خصوصية إما في المنزل أو في معاهد خاصة، لتحسين دخلهم المادي، إذ أن تدني رواتب المعلمين، وعمل كثير منهم بشكل تطوعي، دفعهم إلى التفكير في مصدر دخل آخر لا يبتعد عن اختصاصهم، بل من ضمن عملهم في التعليم.

تقول المعلمة “نور” مدرسة اللغة العربية في إحدى مدارس مدينة إدلب، إن “الدروس الخصوصية أمنت دخلاً آخر للمعلمين، بالوقت الذي أن لا يتجاوز راتب المعلم   150 دولار، وهو غير كاف لمصروف العائلة الشهري.

وتوافقها معلمة الرياضيات “خديجة” ذات الرأي، وتضيف أن “مهنة التعليم من أنبل وأسمى المهن وأكثرها تعباً، وباتت حقوق المعلم في محافظة إدلب مهدورة وجهده غير مكافئ للراتب الذي يحصل عليه، لذا لجأ كثير من المعلمين في الآونة الأخيرة إلى الدروس الخصوصية والتدريس في المعاهد الخاصة، لتأمين لقمة عيشهم، فضلاً عن أنها تساعد كثيراً من الطلاب على فهم المنهاج وتبسيطه وبالتالي رفع مستواهم التعليمي”.

وأكدت في حديثها: أن ” استهداف المدارس طيلة سنوات الحرب الماضية، وما نتج عنها من انقطاع الطلاب عن التعليم وتسرب الآلاف منهم، فضلاً عن تأثير التهجير والنزوح، جميعها تسببت في تراجع العملية التعليمية، ومستوى الطلاب، وجعل ظاهرة الدروس الخصوصية امراً مهماً لتجاوز التقصير”.

يذكر أن المعلمون/ات في محافظة إدلب يعانون بشكل عام من قلة الدعم وتدني الرواتب الشهرية، ومنهم من يعمل إلى اليوم بشكل تطوعي، في ظل الظروف الاقتصادية المتردية التي يعيشها الأهالي في الداخل السوري، جعل كثيراً منهم يهجرون المهنة إلى مهن أخرى، أو يقومون بإعطاء الدروس الخصوصية.