Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

سيدات الرقة يواجهن التحديات لتحسين أوضاعهن المعيشية

SY24 -خاص

دفعت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها مدن وبلدات شمال شرق سوريا العديد من السيدات للدخول في سوق العمل وبقوة بهدف مساعدة عائلاتهم على تحصيل أكبر قدر ممكن من الأموال وتحسين وضعهم المعيشي، في ظل الغلاء الكبير في أسعار معظم السلع والبضائع التجارية والغذائية مقارنةً بالدخل اليومي للفرد.

سيدات من مدينة الرقة حولن منازلهم إلى ما يشبه الورشات الحرفية والمهنية للعديد من المنتجات المحلية مثل العباءات النسائية والمنسوجات الصوفية والجلابيات الرجالية مقابل مبلغ مادي يتقاضونه من أصحاب العمل، فيما تمكنت بعض السيدات من إنشاء مشاريع خاصة بهن مثل ورشات الخياطة وتفصيل ألبسة للعرائس وتطريز القماش وغير ذلك من الحرف اليدوية.

مراسل منصة SY24 في الرقة أشار إلى اتجاه معظم السيدات العاملات في مجال الخياطة والتطريز للعمل من المنزل، وذلك لعدم توفر وظائف دائمة لدى المعامل والورشات المتواجدة في المدينة، وصعوبة تسجيل أطفالهم دون سن السادسة في  الروضات والمدارس الخاصة بسبب ارتفاع قيمة القسط الشهري لها مقارنة بالرواتب التي يتقاضونها.

فيما أكد المراسل أن معظم الورشات المنزلية المتواجدة في مدينة الرقة تعمل وفق نظام القطعة، حيث يقوم التجار وأصحاب المعامل الكبير بدفع قيمة كل قطعة يتم إنجازها وفقا للجدول الزمني الذي يحدده، ما رفع من هامش الربح لدى السيدات وبالذات مع قيامهم بالعمل لساعات متأخرة من الليل بهدف تحصيل أكبر قدر ممكن من الأموال.

وتتركز معظم الورشات المنزلية في مدينة الرقة والقرى المحيطة بها وذلك لسهولة نقل البضاعة وتجهيزها وفقاً للجدول الزمني الذي يتم الاتفاق عليه، بالإضافة إلى سهولة نقل منتجات تلك الورشات إلى السوق المحلية وعدم اضطرار التجار لدفع أجرة نقل كبيرة وخاصة مع ارتفاع أسعار المحروقات.

“مها العبيد”، سيدة من سكان حي الرميلة في مدينة الرقة، ذكرت أنها “تعمل في مجال تطريز العباءات والجلابيات الرجالية والنسائية منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد اتفاقها مع إحدى ورشات الخياطة المتواجدة في المدينة، حيث تدفع لها 5000 ليرة سورية مقابل كل قطعة يتم تطريزها في الوقت المحدد، فيما يتم إعادة جميع القطع التي لا تتطابق مع المواصفات القياسية لها لإعادة العمل بها”، على حد قولها.

وفي حديثها مع مراسل منصة SY24 قالت: “بدأت بالعمل من المنزل منذ ثلاث سنوات أي قبل أن أتزوج، والآن لدي طفلة تبلغ من العمر عام ونصف وما زلتُ مستمرة بهذا العمل لعدة أسباب أهمها صعوبة ترك الطفل مع أي كان، وعدم وجود فرص عمل حقيقية تستطيع من خلالها توفير أكبر قدر ممكن من الأموال لمساعدة عائلتي على مواجهة حالة الغلاء الفاحش التي تعيشها المدينة”.

وأضافت أنه “يوجد في الرقة أكثر من 50 ورشة خياطة منزلية غير نظامية تعمل فيها عشرات السيدات دون اضطرارهم لترك منازلهم وأطفالهم من أجل الذهاب للعمل، كما أن تلك الورشات تعمل بأقل التكاليف دون الحاجة لدفع أي ضرائب أو إتاوات لقسد والمجلس المدني، كما أن السيدات بهذه الورشات يعملن براحتهم بعيداً عن مشاكل وضغوطات المعامل الكبيرة وبالذات فيما يتعلق بالتحرش اللفظي والجسدي من قبل الموظفين أو أصحاب العمل”.

والجدير بالذكر أن مدينة الرقة، الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، تشهد حركة تجارية جيدة خلال السنوات الماضية، وذلك مع افتتاح العديد من المعامل والورشات التي تعتمد على الأسواق المحلية في تصريف بضائعها، بالرغم من المشاكل والصعوبات التي تواجهها سواءً من ناحية عدم توافر المواد الخام بشكل دائم وغلاء ثمنها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة والضرائب التي يتم فرضها من قبل مجلس الرقة المدني على تلك المعامل والمشاريع التجارية وغيرها من الصعوبات التي تواجهها.