Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

مرض معدي ينتشر في مخيمات شمال سوريا

SY24 -خاص

يغزو مرض اليرقان المعروف محلياً باسم “أبو صفار” عدداً من العوائل في مخيمات البردقلي شمال إدلب، وقد سجلت عدة حالات عدوى بين الأطفال والشبان، وسط عجز كبير عن تحمل تكاليف العلاج الباهظة، بسبب ارتفاع أسعار الدواء، والالتزام بحمية غذائية معينة.

الطفل “عمر” خمس سنوات أحد المصابين في المنطقة، لاحظت والدته اصفراراً غير طبيعي في وجه، وتعب عام في جسده ، وعدم قدرته على الوقوف واللعب كباقي الأطفال، ليشخّصه الطبيب في المركز الصحي القريب من مخيمهم بإصابته بمرض اليرقان.

ويعرف اليرقان أو التهاب الكبد الفيروسي طبياً بأنه مرض ناجم عن تكون كمية زائدة من صبغة لونها مائل الى الصفرة في الدم، تسمى “بيليروبين”، يؤدي إلى تراكمها تحت الجلد وفي العين مما ينتج عنه اصفرار لون الجلد والعينين، يمكن حدوث اليرقان لأي شخص في أي عمر، وينجم عن مشاكل في الكبد أو القناة الصفراوية، يقول الممرض “أحمد الأحمد” العامل في أحد المراكز الصحية في المنطقة، لمراسلتنا إنه “تم تسجيل إصابة عدة حالات بين الأطفال في الفترة الأخيرة أغلبها ضمن المخيمات العشوائية”.

تقول السيدة وهي أم لأربعة أطفال، أصغرهم “عمر”: إن “الطبيب أعطاها تعليمات محددة بخصوص ابنها من بينها عزله عن إخوته، وعدم اختلاطه بالأطفال الآخرين كي لا ينقل العدوى لهم، فضلاً عن تخصص أدوات الطعام والشراب له وحده، وعدم استعمالها من قبل باقي أفراد الأسرة، إلا أن هذه الطلبات بدت مرهقة للأم التي لايمكنها عزل الطفل لوحده بسبب ضيق مكان السكن في الخيمة، ما زاد من تخوفها من انتقال المرض لباقي أطفالها”.

إضافة إلى ذلك، أوصى الطبيب الأم، بتحضير عدة أصناف من الطعام الغنية بالفيتامينات، لزيادة مناعة المريض، واتباع حمية غذائية معينة إلى حين للشفاء، إلا أن ظروفها المادية الصعبة وقلة دخلها هي من تتحكم في ذلك حسب قولها، و تجعلها عاجزة عن تأمين الغذاء والدواء طفلها، وبالتالي تراجعت صحته بشكل ملحوظ.

عشرات الحالات المشابهة لحالة الطفل عمر انتشرت في عدة مخيمات شمال سوريا، إذ يؤكد أهالي في المنطقة تحدثنا إليهم، أن موجة كبيرة من مرض “أبو الصفار” المعدية تجتاح المخيمات، وتسببت العدوى لعشرات الأشخاص خاصة الأطفال، مرجعين السبب لعدة لنقص المياه المعقمة والنظيفة، وقرب المخيمات من حفر الصرف الصحي المكشوفة التي تعد بيئة خصبة لانتشار الأمراض بشكل عام.

إذ تعد الكثافة السكانية العالية في المخيمات أحد أبرز أسباب انتشار الأمراض ضمن تجمعات السكنية المزدحمة، وبيئة حاضنة لأي مرض آخر ، بسبب افتقارها للبنية التحتية والخدمية.

وفي ذات السياق يعد انتشار حفر الصرف الصحي المكشوفة ضمن مخيمات النازحين، سبباً رئيسياً لجميع تلك الأمراض الخطيرة، التي يزيد من معاناة النازحين، حيث تبلغ نسبة المخيمات المخدمة بالصرف الصحي 37% فقط من إجمالي المخيمات، في حين أن المخيمات العشوائية بالكامل لا تحوي هذا النوع من المشاريع.

فضلاً عن غياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 47% من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدمة بالمياه أكثر من 658 مخيماً حسب آخر بيان لفريق منسقو استجابة سوريا حول الموضوع.

وأكد الفريق، أن هناك زيادة في ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض الجلدية، والأمراض النادرة إلى مستويات أعلى وذلك في مخيمات النزوح شمالي سوريا، إذ سجّلت عدة مخيمات للنازحين في أرياف حلب وإدلب شمال غرب سوريا، انتشار كبير لعدد من الأمراض سواء الجلدية أو المعدية، لافتاً إلى أن المخيمات تشهد انتشاراً لأكثر من تسعة أنواع من الأمراض الجلدية، عدا الحالات المرضية النادرة.

كما يتزامن انتشار تلك الأمراض مع انتشار مرض الكوليرا إضافة إلى فيروس كورونا، وسط معاناة شديدة وتحديات يواجهها القطاع الصحي نتيجة شح الدعم والمخاوف من توقف الدعم عن عدد من المنشآت الطبية والمراكز الصحية في المنطقة.