Facebook
Twitter
WhatsApp
Telegram

استقالات جماعية للكادر الطبي النسائي من مشافي النظام في ديرالزور

SY24 -خاص

“لم يعد للوظيفة أي معنى أو فائدة وأصبح الجلوس في المنزل أفضل بكثير من إضاعة الوقت والجهد مقابل راتب قليل جداً لا يغطي مصاريف الطعام لعدة أيام، لهذه الأسباب وغيرها قررت تقديم استقالتي من الوظيفة والاستعداد للسفر إلى خارج البلاد”.

بهذه الكلمات أشارت الشابة “نوار الجاسم”،  والتي تعمل كممرضة بدوام كامل في مستشفى “الأسد” الحكومي بديرالزور، أشارت إلى الأسباب التي دفعتها لترك وظيفتها والتفكير بالهجرة إلى خارج البلاد بالرغم من قيامها قبل عدة سنوات بدفع مبلغ كبير لأحد مسؤولي النظام من أجل توظيفها.

تقول الشابة نوار في حديثها مع منصة SY24: “هنالك أسباب عديدة دفعتني وغيري لتقديم استقالتي من الوظيفة أهمها هي الأسباب النفسية، وذلك بسبب حجم الضغط الكبير الممارس علينا من قبل عناصر الميليشيات المسلحة وأفراد الأجهزة الأمنية الذين يحققون معنا بشكل مستفز كل يوم أثناء مرورنا بحواجزهم وخاصةً عند المناوبات الليلة، ناهيك عن تعامل إدارة المشفى السيئ معنا وعدم وقوفهم بجانبنا عند حدوث أي مشكلة”.

وأضافت أن “الوضع المعيشي ربما هو السبب الاخر الذي دفعني للاستقالة وذلك لأن رواتب الممرضات مع بدل طبيعة العمل والإضافي لا تكفي لشراء الطعام لمدة أسبوع واحد، بالإضافة إلى غياب المواصلات و تعرضنا لهجمات الكلاب المسعوره في منطقة المقابر القريبة من المشفى وفي ساعات النهار، والتحرش اللفظي والجسدي من قبل بعض الأطباء وغير ذلك من الأسباب المباشرة وغير المباشرة”.

مراسل منصة SY24 أكد، نقلاً عن أحد الأطباء العاملين في المستشفى، والذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أكد أن “عدد الممرضات في مدينة ديرالزور قد تناقص بشكل كبير خلال العامين الماضية وذلك مع اتجاههم للسفر الى خارج البلاد، او ترك وظائفهم مقابل العمل في المشافي الخاصة التي تقدم رواتب أكبر من تلك التي تقدمها مشافي النظام الحكومية، بالإضافة إلى توفيرها ظروف عمل أفضل بكثير ما يهدد النظام الصحي في ديرالزور”.

فيما اتهمت الممرضة نوار مديرية الصحة بـ “الوقوف وراء النقص في الكادر الطبي كونها ما تزال إلى الآن تضع العوائق أمام توظيف الممرضين دون واسطات أو رشاوي ومحسوبية، كما أنها ترفض توظيف بعض الأشخاص الذين لديهم صلات قرابة بشخصيات معارضة للنظام، وغير ذلك من الاسباب التي اثرت بشكل مباشر على قطاع الصحة الذي يعاني أصلاً من تدهور كبير منذ سيطرة النظام على المدينة في عام 2017”.

يشار إلى أن قوات النظام تعمدت تدمير جميع المستشفيات العامة والخاصة في مدينة ديرالزور، باستثناء مستشفى الأسد الذي كانت تسيطر عليه، وذلك بفعل الهجمات التي قامت بها الطائرات الحربية والقصف المستمر من قبل المدفعية بين عامي 2011 و 2017، بالإضافة إلى قيامه بقتل واعتقال عدد كبير من الأطباء والممرضين وأعضاء القطاع الصحي بتهم مختلفة وهجرة باقي الكوادر المختصة إلى خارج البلاد، وغير ذلك من الأسباب التي ما تزال آثارها تنعكس سلباً على حياة المواطنين في المدينة.